اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 511
تجعل موت المنذر في هذا المكان قريبا من "قنسرين"[1].
ولعل هذه المعركة هي التي عرفت في أخبار العرب بـ"يوم حليمة"؛ ذلك لأن حليمة بنت الحارث هذه -طبقا للرواية العربية- كانت تحرض الرجال على القتال، أو لأن أباها قد أعلن أنها سوف تكون زوجة لمن يقتل المنذر، أو لأنها كانت قد أقبلت على مائة من المحاربين تطيب أجسامهم وتلبسهم الأكفان والدروع[2]، وأيا ما كان الأمر، فهناك ما يشير إلى شهرة هذا اليوم من بين أيام العرب في الجاهلية، فقد جاء ذكره في شعر النابغة الذبياني، كما جاء في الأمثال، "ما يوم حليمة بسر"[3]، وإن كان "نولدكه" إنما يذهب إلى أن "حليمة" هذا، إنما هو اسم مكان، وليس اسما لامرأة، هي ابنة الحارث -طبقا لرواية الأخباريين- كما أنه لا يفرق بين المواضع والمعارك التي دارت في "الحيار" و"ذات الخيار" و"يوم الحيارين"، التي ترددت في كتب التاريخ والشعر العربي، كما أنه يرى أنها جميعا، إنما تشير إلى معركة واحدة، لقي المنذر فيها حتفه[4].
وعلى أي حال، فهناك ما يشير إلى أن الحارث قد اعتنق النصرانية على المذهب "المونوفيزي" القائل بوجود طبيعة واحدة للسيد المسيح، وليس طبيعتين -الواحدة إلهية، والأخرى بشرية- ومن ثم فقد سعى في عام 542/ 543م، لدى الإمبراطورة "ثيودورة" زوج الإمبراطور جستنيان "527-565م" لتعيين يعقوب البرادعي، مؤسس الكنيسة السورية اليعقوبية ورفيقه "ثيودوروس" أسقفين في المقاطعة العربية [1] نولدكه: المرجع السابق ص18، فيليب حتى: المرجع السابق ص448، المعارف ص218، قارن: أبو الفداء 1/ 84، وانظر: A. MUSIL, POLMYRENA, P.144
J.B. BURY, OP. CIT., P.92. وكذا P.K. HITTI, OP. CIT., P.79, 82 [2] المعارف ص280، مجمع الأمثال 2/ 272-273، المفضليات ص187، خزانة الأدب 3/ 303، إبن خلدون 2/ 281، أيام العرب في الجاهلية ص54-55، جرجي زيدان: المرجع السابق ص200-201، عبد اللطيف الطيباوي: المرجع السابق ص13-14، سعد زغلول: المرجع السابق ص208، وكذا P.K. HITTI, OP. CIT., P.79 [3] ابن الأثير 1/ 542-547، ديوان النابغة ص37، صحيح الأخبار 2/ 26، ياقوت 1/ 296-7-2. [4] ابن الأثير 1/ 541، نولدكه: المرجع السابق ص19-20، البكري 2/ 465، صحيح الأخبار 4/ 13-14.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 511