responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 356
في بناء الكعبة، وهو في الثلاثين من عمره[1]، تصديقا لقوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [2]، فإن بناء الكعبة حينئذ يكون حوالي عام 1824ق. م، وهذا يعني أن مكة قد عمرت منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر ق. م، وهو تاريخ يجعلها واحدة من أقدم مدن بلاد العرب الجنوبية والشمالية سواء بسواء.
وعلى أي حال، فلقد عاش إسماعيل بجوار بيت الله الحرام، وتزوج من امرأة مصرية على رواية التوراة[3]، ومن يمنية على رواية الأخباريين[4]، وقد أنجب من زوجته المصرية أو اليمنية، لست أدري على وجه التأكيد، أولاده الاثني عشر، وهم -طبقًا لرواية التوراة[5]- "بنايوت وقيدار وأدبئيل ومبسام ومشماع ودومه ومسا وحدار ويطور ونافيش وقدمه" وقد نقلهم الأخباريون في كتبهم بشيء قليل أو كثير من التحريف[6].
وأيا ما كان الأمر، فإن إسماعيل قد ظل -بعد إبراهيم- يدعو الناس إلى عبادة الله في مكة ومجاوراتها، حتى إذا ما انتقل إلى جوار ربه الكريم، قام بنوه من بعده على السلطة الزمنية في مكة، وعلى خدمة البيت الحرام، غير أن "جرهم"- طبقا لرواية الإخباريين -سرعان ما تولت أمر البيت، وأبناء إسماعيل مع أخوالهم لا يرون أن ينازعوهم الأمر، لخوؤلتهم وقرابتهم، وإعظاما للحرمة أن يكون بها

[1] مروج الذهب 2/ 22، وانظر مقالنا "قصة الطوفان بين الآثار والكتب المقدسة" مجلة كلية اللغة العربية، العد الخامس، ص383-457 "الرياض "1975".
[2] سورة البقرة: آية 127، وانظر: تفسير الطبري 3/ 57-73، الكشاف 1/ 311، تفسير روح المعاني 1/ 383-384، تفسير البحر المحيط 1/ 387-289، تفسير النسفي 1/ 74، الدرر المنثور في التفسير بالمأثور 1/ 125-137 "طبعة طهران 1377هـ"، تفسير القرطبي 2/ 120-126، تفسير أبي السعود 1/ 124-125، في ظلال القرآن 1/ 109-113 "دار الشروق، بيروت 1973".
[3] تكوين 21: 21.
[4] ابن كثير 1/ 2-1-193، تاريخ الطبري 1/ 314، ابن كثير 1/ 4-1-105، 125، الأزرقي 1/ 86، مروج الذهب 2/ 20-21، تاريخ ابن خلدون 1/ 37، المعارف ص16.
[5] تكوين 25: 14-16.
[6] ابن الأثير 1/ 125، تاريخ الطبري 1/ 314، ابن كثير 1/ 193، مروج الذهب 1/ 21-22، تاريخ ابن خلدون 2/ 39، الأخبار الطوال ص9، تاريخ الخميس ص111، جمهرة أنساب العرب ص7، 9-15، شفاء الغرام 2/ 17-18.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 356
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست