responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 355
ولا ريب في أن هذا زعم مكذوب من أساسه -الأمر الذي سوف نناقشه بالتفصيل عند الحديث عن المدينة المنورة- وعلى أي حال، فإن موسى إنما كان يعيش في القرن الثالث عشر ق. م، وأنه خرج بالإسرائيليين من مصر حوالي عام 1214ق. م، كما حددنا ذلك في كتابنا إسرائيل[1].
والرأي عندي أن تاريخ مكة إنما يرجع إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ذلك أننا نعرف -تاريخيًّا ودينيا- أن الخليل عليه السلام، قد أتى بولده إسماعيل وزوجه هاجر من فلسطين، وأسكنهما هناك في هذه البقعة المباركة[2]، طبقًا لصريح القرآن الكريم، حيث يقول {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ [3] تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [4]، وإذا ما تذكرنا أن الخليل عليه السلام، كان يعيش في الفترة "1940-1765ق. م"[5]، وأنه قد رزق بولده إسماعيل، وهو في السادسة والثمانين من عمره[6]، فإن إسماعيل يكون قد ولد حوالي عام 1854ق. م، ولما كان قد عاش 137 عامًا[7]، فإنه يكون قد انتقل إلى جوار ربه الكريم، حوالي عام 1717ق. م، ومن ثم فإنه قد عاش في الفترة "1854-1717ق. م" وإذا كان صحيحًا ما ذهب إليه بعض المؤرخين من أنه قد شارك أباه

[1] انظر كتابنا: إسرائيل ص268-303.
[2] تاريخ الطبري 1/ 251-259، ابن الأثير 1/ 102-105، ابن كثير 1/ 154-154، المقدسي 3/ 60، تاريخ ابن خلدون 2/ 36-37، شفاء الغرام 2/ 3، تاريخ الخميس ص106، تاريه اليعقوبي 1/ 25، تفسير روح المعاني 13/ 236-237، تفسر الطبري 13/ 230-233، تفسيرالفخر الرازي 19/ 136، الأزرقي 1/ 54-56.
[3] تذهب كتب التفسير إلى أن الله سبحانه وتعالى لو قال: "أفئدة الناس" ولم يقل: {أَفْئِدَةً مِنَ النَّاس} ، لازدحم عليهم الفرس والروم والناس كلهم، ولحجت اليهود والنصارى والمجوس، ولكنه قال: {أَفْئِدَةً مِنَ النَّاس} فاختص به المسلمون "انظر: تفسير ابن كثير 4/ 142، تفسير البيضاوي 1/ 533، تفسير القرطبي 9/ 373، التفسير الكبير للفخر الرازي 19/ 137، تفسير النسفي 3/ 264، تفسير روح المعاني 13/ 238-239، تفسير الطبري 13/ 233-234.
[4] سورة إبراهيم: آية 37، وانظر: تفسير روح المعاني 13/ 236-241، مجمع البيان للطبرسي 13/ 224-230 تفسير الطبري 13/ 229-235، تفسير ابن كثير 4/ 141-142، تفسير الكشاف 2/ 380.
[5] انظر كتابنا: إسرائيل ص171-177.
[6] تكوين 16/ 16
[7] تكوين 25: 18.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست