responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 34
الطريقة التي نراه عليها اليوم في المصاحف، إنما هو بأمر ووحي من الله1".
وهكذا تمر الأيام بالرسول الكريم -صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ- وهو على هذا العهد، يأتيه الوحي نجمًا بعد نجم، كتاب الوحي يسجلونه آية بعد آية، حتى إذا ما كمل التنزيل، وانتقل الرسول الأعظم إلى الرفيق الأعلى، كان القرآن كله مسجلا في صحف، -وإن كانت مفرقة لم يكونوا قد جمعوها فيما بين الدفتين، ولم يلزموا القراء توالي سورها- وكذا في صدور الحفاظ من الصحابة، رضوان الله عليهم[2]، هؤلاء الصفوة من أمة محمد النبي المختار، والذين كانوا يتسابقون إلى تلاوة القرآن ومدارسته، ويبذلون قصارى جهدهم لاستظهاره وحفظه، ويعلمونه أولادهم وزوجاتهم في البيوت.
ومن هنا كان حفاظ القرآن الكريم في حياة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- لا يحصون، وتلك -وايم الله- عناية من الرحمن خاصة بهذا القرآن العظيم، حين يسره للحفظ، {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر} [3]، فكتب له الخلود وحماه من التحريف والتبديل، وصانه من أن يتطرق الضياع إلى شيء منه، عن طريق حفظه في السطور، وحفظه في الصدور[4]، مصداقًا لقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [5] وقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [6]، وقوله

1 السيوطي: الإتقان في علوم القرآن 1/ 48، 63، الزركشي: البرهان في علوم القرآن ص234، 237، 241، السجستاني: كتاب المصاحف ص31، مقدمتان في علوم القرآن ص26032، 40-41، 58، تفسير القرطبي 1/ 61، الصابوني: التبيان في علوم القرآن ص59، محمد أبو زهرة: القرآن ص27، 47-49.
[2] البرهان في علوم القرآن ص235، الإتقان في علوم القرآن 1/ 59، مقدمتان في علوم القرآن ص32، مقدمة كتاب المصاحف لآرثر جعفري ص5، محمد حسين هيكل: حياة محمد ص49-50.
[3] سورة القمر: آية 32.
[4] انظر: محمد عبد الله دراز: النبأ العظيم، الكويت 1970 ص12-14.
[5] سورة فصلت: آية 41-42، وانظر: تفسير روح المعاني 24/ 127-128، تفسير القرطبي 15/ 366-367 "دار الكتاب العربي، القاهرة 1967"، تفسير الطبري 24/ 124-125 "طبعة الحلبي، 1954"، تفسير البيضاوي 2/ 350 "طبعة الحلبي، 1968".
[6] سورة الحجر: آية9، وانظر تفسير الطبري 14/ 6-8 "مطبعة بولاق 1328هـ"، تفسير النيسابوري 24/ 7-10 "نسخة علي هامش الطبري" تفسير الكشاف 2/ 570، تفسير مجمع البيان 14/ 11-14 تفسير روح المعاني 14/ 16، تفسير الفخر الرازي 19/ 158-159، تفسير النسفي 3/ 14، تفسير المنثور 4/ 94-59.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست