اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 33
وقد رجح هذا الافتراض الحفريات التي جرت في ضفاف وادي الرمة ووادي الدواسر وفي قيعانها[1]. وقد استُنتج من ذلك أن المياه كانت تجري فيها بصورة دائمة بدليل بعض آثار المدن والقرى وبقايا الأشجار التي وجدت مدفونة على جوانبها. هذا بالإضافة إلى ما يشاهد في مناطق شبه الجزيرة الداخلية من بحيرات ومياه جوفية جارية قريبة من سطح الأرض تكشف عنها بعض الحفر الطبيعية أو الآبار الاصطناعية، وما عثر عليه المنقبون والبحاثة من آثار سدود ونواظم اصطناعية للمياه في بعض المناطق من هضبة نجد ترجع إلى ما قبل الإسلام ومنها صهاريج أرضية متصلة بعضها ببعض بأنفاق وعليها فتحات لاستقاء الماء منها بالإضافة إلى آثار السدود والخزانات التي تشاهد اليوم في اليمن. [1] وجد السياح في تلك المناطق محارا من النوع الذي يكون عادة في المياه العذبة وأدوات من الصوان ترجع إلى ما قبل التاريخ والعصور الحجرية وبقايا عظام ترجع إلى هذه الدهور.
مناخ شبه جزيرة العرب:
حرارة الجو:
مناخ شبه الجزيرة صحراوي في الشمال والوسط مداري في السواحل الجنوبية، وهو على العموم حار في الصيف مع جفاف يعم المناطق الداخلية؛ وذلك بسبب وقوع البلاد على خطوط طول وعرض معينة ومختلفة, وتكون الفروق الحرارية اليومية والفصلية كبيرة. ويختلف المناخ من مكان إلى آخر بحسب الارتفاع عن سطح البحر أو بحسب سقوط المطر في بعض الأماكن، إذ يخفف من حرارة الجو.
وأشد المناطق حرارةً في الصيف الصحاري الداخلية كالربع الخالي والنفود, غير أن رطوبة الجو على السواحل تزيد من وطأة الحر فتجعلها لا تطاق، كما هو الأمر في سواحل الخليج العربي وسواحل تهامة على طول البحر الأحمر وسواحل عدن وحضرموت ومسقط. وأقل المناطق حرارة في الصيف المناطق الجبلية في عمان واليمن والعسير وهضبة نجد. أما في الشتاء فقد تنخفض الحرارة إلى الصفر في بعض هذه الجهات.
غير أن الشيء الذي يسبب الضيق هو كثرة تقلب الرياح وتغير سرعتها من آنٍ لآخر فجأة, وقد تصل أحيانا إلى سرعة 8-33 كم في الساعة فيمتلئ الجو بالغبار الكثيف، وقد
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 33