اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 217
استمرت طويلًا، كثرت وقائعها وكانت متفرقة، قتل فيها حذيفة وعدة رؤساء، وامتدت حتى بزوغ فجر الإسلام، ولم تنتهِ إلا بتوسط الرؤساء، حيث سويت بدفع فضل الديات من الطرف الذي كانت قتلاه أقل من قتلى الطرف الآخر.
وتمتاز هذه الحروب بكون وقائعها قد تعددت، وبكونها شملت قبائل غير عبس وذبيان، وهي شيبان وضبة وأسد وقبائل أخرى، وبأنها قد اقترنت بشهرة بطل مغوار وشاعر مشهور هو عنترة بن شداد العبسي الذي طغت شهرة قصته على قصة داحس والغبراء، وكان للشاعر زهير بن أبي سلمى ذكر فيها[1].
ومن الحروب التي جرت للمضربة فيما بينها تلك المعروفة في التاريخ باسم: [1] راجع عن هذه الحروب: الأغاني: 18/ 6483، 6490؛ ابن الأثير: [1]/ 343-350؛ جواد علي: 4/ 358؛ فيليب حتي: تاريخ العرب مطول [1]/ 121؛ جورجي زيدان: تاريخ العرب قبل الإسلام: ص238-240؛ محمد أحمد جاد المولى..، أيام العرب: ص246 وما بعدها.
حروب الفجار مدخل
...
حروب الفجار:
وقد سميت بهذا الاسم؛ لأنها وقعت في الأشهر الحرم وانتهكت جوار الحرم. وهي فجاران، وقد جرت بين كنانة من جهة، وقيس عيلان "هوازن وثقيف" من جهة ثانية:
الفجار الأول1:
وهي في الواقع ثلاثة أيام سبب أولها: أن رجلًا من غفار كان معتزا بمنعته، اتخذ لنفسه مجلسا في عكاظ، وجعل يتطاول على الناس، وينشد أبياتا من الشعر يفتخر فيها عليهم، ثم مد رجله وقال: أنا أعز العرب فمن زعم أنه أعز مني فليضرب هذه الرجل بسيفه. فوثب رجل من بني نصر فضربها بسيفه فقطعها، فتحاور الحيان وكادت الدماء أن تسيل بينهما، ثم تراجعوا لأنهم رأوا أن الأمر يسير، ولا يستدعي القتال.
وسبب اليوم الثاني: أن امرأة جميلة من بني عامر جاءت سوق عكاظ وعلى وجهها برقع، وبينما كانت تتحدث إلى بعض الشبان، أطاف بها شابان مستهتران من كنانة، [1] راجع عنها: ابن الأثير: 1/ 358-359، جواد علي: 4/ 372، محمد أحمد جاد: أيام العرب ص322-325.
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 217