اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 216
الخيل على أن تجول جولة فأكون أول قتيل؟ وهل لكم في غير ذلك؟ هؤلاء بني، فدونكم أحدهم فاقتلوه به، وإن شئتم فلكم ألف ناقة فغضبوا وقالوا: إنا لم نأتك لترذل لنا بنيك "أي تعطينا أردأ بنيك" وتفرقوا[1]. وكان لا بد من نشوب الحرب، وقد دامت حوالي أربعين سنة، حدثت فيها ست معارك كبيرة آخرها يوم "تحلاق اللمم" وانتهت بوساطة ملك الحيرة المنذر بن ماء السماء الذي أدى تدخله بين الفريقين إلى صلح عقد بينهما، وقيل: بوساطة الحارث بن عمرو الكندي. [1] الأغاني: 5/ 1684-1685.
حروب المضرية فيما بينهما
مدخل
...
حروب المضرية فيما بينها:
أما الحروب التي جرت بين قبائل الفرع الثاني من العدنانية أي: المضرية فمنها المعروفة باسم:
يوم داحس والغبراء:
الذي حدث في أواسط شبه الجزيرة العربية بين قبيلتي عبس وذبيان المتفرعتين من غطفان، وقد جاء توقيته بعد انتهاء حرب البسوس بزمن قليل، وكان السبب في وقوعه خلاف على سباق خيل بين أفراس لحذيفة بن بدر بن فزارة سيد ذبيان، وأخرى لقيس بن زهير بن جذيمة سيد عبس، الذي يصفه الأخباريون بسداد الرأي والحنكة، وقد عرف باسم "قيس الرأي", ويروون عنه حكمًا ونصائح، وبخاصة ما قاله في مناسبات هذه الحرب.
وخلاصة الحادثة أن قيسًا وقومه نزلوا في جوار حذيفة وحيه لنسب يربط بينهما، وكان لقيس أفراس لم يكن في العرب مثلها، فحسده حذيفة عليها، ولم يلبث أن كره جواره وأراد إخراجه فلم يجد حجة لذلك. ثم إنه قد جره إلى رهان على سباق بين فرسين لقيس ذكر وأنثى, هما داحس والغبراء، ومثلهما له وهما الخَطَّار والحنفاء.
ولما أدرك حذيفة إخفاق أفراسه في السباق عمد إلى استغلال حيلة قد دبرها لإعاقة خيل قيس عن الجري وأدركها قيس، فاختلف الطرفان، وكل منهما ادعى السبق لأفراسه، ورفض حذيفة أن يؤدي الرهان وقدره عشرون ناقة. وانتهى النزاع إلى حرب
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 216