اسم الکتاب : تاريخ الدولة العلية العثمانية المؤلف : محمد فريد بك الجزء : 1 صفحة : 405
فَمن دَعَا غير طَالب مِنْهُ مَا لَا يقدر عَلَيْهِ الا الله من جلب خير اَوْ دفع ضرّ اشرك فِي الْعِبَادَة كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَمن أضلّ مِمَّن يَدْعُو من دون الله من لَا يستجيب لَهُ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وهم عَن دُعَائِهِمْ غافلون وَإِذا حشر النَّاس كَانُوا لَهُم أَعدَاء وَكَانُوا بعبادتهم كَافِرين} وَقَالَ تَعَالَى {وَالَّذين تدعون من دونه مَا يملكُونَ من قطمير إِن تدعوهم لَا يسمعوا دعاءكم وَلَو سمعُوا مَا اسْتَجَابُوا لكم وَيَوْم الْقِيَامَة يكفرون بشرككم وَلَا ينبئك مثل خَبِير} فاخبر تبَارك وَتَعَالَى أَن دُعَاء غير الله شرك فَمن قَالَ يَا رَسُول الله أَو يَا ابْن عَبَّاس أَو يَا عبد الْقَادِر زاعما أَنه بَاب حَاجته إِلَى الله وشفيعه عِنْده ووسيلته اليه فَهُوَ الْمُشرك الَّذِي يهدر دَمه وَمَاله الا أَن يَتُوب من ذَلِك وَكَذَلِكَ الَّذين يحلفُونَ بِغَيْر الله أَو الَّذِي يتوكل على غير الله أَو يَرْجُو غير الله أَو يخَاف وُقُوع الشَّرّ من غير الله أَو يلتجئ إِلَى غير الله أَو يَسْتَعِين بِغَيْر الله فِيمَا لَا يقدر عَلَيْهِ الا الله فَهُوَ ايضا مُشْرك وَمَا ذكرنَا من أَنْوَاع هُوَ الَّذِي قَالَ الله فِيهِ إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء وَهُوَ الَّذِي قَاتل رَسُول الله الْمُشْركين عَلَيْهِ وَأمرهمْ باخلاص الْعِبَادَة كلهَا لله تَعَالَى وَيصِح ذَلِك أَي التشنيع عَلَيْهِم بِمَعْرِِفَة ارْبَعْ قَوَاعِد ذكرهَا الله تَعَالَى فِي كِتَابه اولها أَن تعلم أَن الْكفَّار الَّذين قَاتلهم رَسُول الله يقرونَ أَن الله هُوَ الْخَالِق الرازق المحيي المميت الْمُدبر لجَمِيع الامور وَالدَّلِيل على ذَلِك قَوْله تَعَالَى {قل من يرزقكم من السَّمَاء وَالْأَرْض أم من يملك السّمع والأبصار وَمن يخرج الْحَيّ من الْمَيِّت وَيخرج الْمَيِّت من الْحَيّ وَمن يدبر الْأَمر فسيقولون الله فَقل أَفلا تَتَّقُون} وَقَوله تَعَالَى {قل لمن الأَرْض وَمن فِيهَا إِن كُنْتُم تعلمُونَ سيقولون لله قل أَفلا تذكرُونَ قل من رب السَّمَاوَات السَّبع وَرب الْعَرْش الْعَظِيم سيقولون لله قل أَفلا تَتَّقُون قل من بِيَدِهِ ملكوت كل شَيْء وَهُوَ يجير وَلَا يجار عَلَيْهِ إِن كُنْتُم تعلمُونَ سيقولون لله قل فَأنى تسحرون} إِذا عرفت هَذِه الْقَاعِدَة واشكل عَلَيْك الامر فَاعْلَم انهم بِهَذَا اقروا ثمَّ توجهوا إِلَى غير الله يَدعُونَهُ من دون الله فاشركوا الْقَاعِدَة الثَّانِيَة انهم يَقُولُونَ مَا نرجوهم الا لطلب الشَّفَاعَة عِنْد الله نُرِيد من الله لَا مِنْهُم وَلَكِن بشفاعتهم وَهُوَ شرك وَالدَّلِيل على ذَلِك قَول الله تَعَالَى {ويعبدون من دون الله مَا لَا يضرهم وَلَا يَنْفَعهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شفعاؤنا عِنْد الله قل أتنبئون الله بِمَا لَا يعلم فِي السَّمَاوَات وَلَا فِي الأَرْض سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يشركُونَ}
اسم الکتاب : تاريخ الدولة العلية العثمانية المؤلف : محمد فريد بك الجزء : 1 صفحة : 405