responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 311
بينهما، فاصطدم عمرو بأفراد الحامية وانتصر عليهم، ودخل نقيوس، وفرت فلول المنهزمين إلى الإسكندرية[1].
تابع عمرو تقدمه، واصطدم بقوة عسكرية بيزنطية أخرى عند سلطيس[2]، وتغلب عليها، وكان حصن كريون[3] آخر سلسلة الحصون قبل الإسكندرية، وقصد اعتصم به تيودور قائد الجيش البيزنطي مع حامية قوية، كما تدفقت عليه الإمدادات من المناطق المجاورة، واشتبك الطرفان في عدة معارك على مدى بضعة عشر يومًا، كان بعضها شديدًا حتى إن عمرًا صلى يومًا صلاة الخوف[4]. وتمكن المسلمون أخيرًا من اقتحام الحصن، وتغلبوا على الحامية العسكرية، فقتلوا بعض أفرادها، وفر البعض الآخر إلى الإسكندرية للاحتماء بها، وكان تودور من بين هؤلاء، وطاردهم المسلمون حتى بلغوا الإسكندرية في "منتصف رجب 20هـ/ أواخر حزيران 641م"[5].
فتح الإسكندرية:
أدرك عمرو، فور وصوله إلى الإسكندرية ودراسته للوضع الميداني، أن المدينة حصينة إذ يحيط بها سوران محكمان، ولها عدة أبراج ويحيط بها خندق يملأ من ماء البحر عند الضرورة للدفاع، وتتألف أبوابها من ثلاث طبقات من الحديد، ويوجد مجانيق فوق الأبراج، ومكاحل، وقد بلغ عدد جنود حاميتها بعد الإمدادات التي أرسلها الإمبراطور البيزنطي خمسين ألف جندي، ويحيمها البحر من الناحية الشمالية، وهو تحت سيطرة الأسطور البيزنطي، الذي كان يمدها بالمؤن والرجال والعتاد، وتحميها قريوط من الجنوب، ومن المعتذر اجتيازها، وتلفها ترعة الثعبان من الغرب، وبذلك لم يكن للمسلمين طريق إليها إلا من ناحية الشرق، وهو الطريق الذي يصلها بكريون، وكانت المدينة حصينة من هذه الناحية، ومع ذلك لم ييأس،

[1] بتلر: ص310، 311.
[2] ابن عبد الحكم: ص156، وسلطيس: من قرى مصر القديمة، الحموي: ج3 ص236.
[3] كربون: اسم موضع قرب الإسكندرية، الحموي: المصدر نفسه ج4 ص458.
[4] ابن عبد الحكم: ص156، 157.
[5] المصدر نفسه: ص157، بتلر: ص320، يذكر البلاذري أن عمرو بن العاص سار إلى الإسكندرية في سنة إحدى وعشرين، وهذا لا يتوافق مع التواريخ التي اعتمدناها منذ دخول المسلمين إلى مصر، انظر فتوح البلدان: ص221، والواقع أن الصعاب التي تواجه المؤرخ المعاصر في معالجته لتأريخ الفتوح كثيرة، حتى ليخيل إليه أن الوصول إلى الحقيقة فيها يكاد يكون مستحيلًا، وذلك من واقع الخلط، والتناقض في روايات المصادر الإسلامية بخاصة، مما ضلل المؤرخين المحدثين وحيرهم.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست