responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 260
باهان كامل قواته دون الاحتفاظ بأي احتياطي في الخلف استنادًا إلى الكثرة العددية الساحقة، ولم يأخذ بالحسبان أن الأمور يمكن أن تنقلب عليه، ويبدو أنه كان واثقًا من النصر، وهذا تفكير غير سليم، وخطأ في التخطيط العسكري، وكانت النتيجة عكس ما خطط له.
- قدر خالد الأمور حق قدرها، وكان يتمتع ببعد نظر شامل أمام الحلول المتعددة، وتفكير صائب واختيار ناجح للحل المناسب مع سرعة تقرير هذا الحل وتنفيذه، إنه أدرك مدى الخطر الذي يواجهه، فلم يكترث للفارق العددي، ورسم خطته على أساس دفع البيزنطيين للاصطدام به، وامتصاص الضربة على الرغم من صعوبة هذا الثبات، لذلك عمم على قادته أن لا يبدأوا بالقتال بل يتركوا البيزنطيين يهاجمونهم تاركين مواقعهم الدفاعية الحصينة، كما شكل وحدات احتياطية من الفرسان، ووضعها خلف الميمنة، والميسرة بالإضافة إلى قوة احتياطية من المشاة وضعها وراء القلب، والمعروف في الخطط العسكرية أنه يجري استعمال الوحدات العادية للاشتباك العام مع العدو، وأن تستعمل الوحدات الاحتياطية في الضغط على قوى العدو تمهيدًا للفتك النهائي به، ثم وقف ينتظر ما سوف يحصل آملًا بسنوح الفرصة من واقع طروء أي خلل في صفوف البيزنطيين، إذ إن الهجوم البيزنطي سوف يؤدي إلى تشتيت كراديسهم وبعثرتها، وسوف يتعذر على القادة البيزنطيين معالجة هذا الوضع بإعادة التنظيم إذا تدخل في اللحظة المناسبة، وضرب الوحدات البيزنطية المشتتة، وهذا ما حصل، إذ عندما هاجم البيزنطيون، امتص المسلمون الهجوم، وعجز أولئك عن اختراق صفوفهم، فارتدوا على أعقابهم، وكر المسلمون عليهم بعد أن أرهقهم الهجوم، فانتزعوا النصر.
- كان للفرسان عند خالد اهتمام خاص، فقد كانوا القوة الضاربة، وشكلوا قوة الصدام في جيشه، بالإضافة إلى كونهم قوة مشاغلة، ومناورة وانقضاض، لذا نراه يقسم فرسانه إلى فرق، على كل فرقة واحد من أفضل قادته، وأشجعهم أمثال قيس بن هبيرة، وميسرة بن مسروق، وعامر بن الطفيل والقعقاع بن عمرو وغيرهم، ثم وزع هذه الفرق على المقدمة، والميمنة والميسرة وصفوف القتال الثلاثة ثم المؤخرة، ففرسان الطليعة للمشاغلة، وفرسان الجناحين للمناورة، وفرسان الصفوف للتدخل والصدم، وفرسان المؤخرة للانقضاض، وكان نصيبه دائمًا فرسان الاحتياط للانقضاض على العدو في أي مكان من المعركة يظهر فيه المسلمون في حال ضعف، أو وهن.
- أتاح تنظيم خالد العسكري لقواته أقصى درجات المرونة لمواجهة الموقف.

اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست