responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 259
وهشام بن العاص وأبان بن سعيد وغيرهم[1]، وكتب أبو عبيد بالنصر إلى عمر، وأرسل إليه سفارة صغيرة فيها حذيفة بن اليمان، وكان عمر لم ينم منذ ثلاثة أيام، وهو يتسقط أخبار اليرموك، وعندما جاءه البشير خر ساجدًا، وشكر الله[2].
تعقيب على معركة اليرموك 3:
- تعد معركة اليرموك من المعارك الحاسمة في الصراع الإسلامي -البيزنطي. وقررت هذه المعركة مصير بلاد الشام ومستقبلها، إذ إنها فتحت أمام المسلمين باب الانتصارات المتتالية في هذه البلاد، ووضعت حدًا لآمال هرقل في إنقاذها بعد أن قضى المسلمون على آخر ما تبقى لديه من جيوش، وقوات جمعها بصعوبة بالغة، وأنفق عليها كل ما استدانه من الكنيسة وغيرها.
- اختار البيزنطيون موقع المعركة الذي كان فسيحًا إنما ضيق المهرب، فوادي الرقاد خلفهم، ووادي اليرموك عن يمينهم، والمسلمون أمامهم، وكان هذا الاختيار لموقعهم سيئًا، إنما هدفوا إلى الحيلولة دون فرارهم، وهذا يعني أن المعركة كانت بالنسبة إليهم، معركة حياة أو موت، لكن عندما دارت الدائرة عليهم، وجدوا أنفسهم يفرون إلى وضع عسكري وقعوا فيه، وتعذر عليهم الإفلات من الموت.
- شكلت معركة اليرموك انعطافة عسكرية كبرى على الجبهة الشامية؛ لأنها حطمت جيش البيزنطيين، كجيش دولة منظم بولغ في إعداده وتجهيزه، تحطيمًا كاملًا، وشتتت شمله تمامًا، ولم يعد بمقدور البيزنطيين حشد جيش آخر يضارعه في العدد والقوة، وأنهى هذا الانتصار العسكري الكبير كل مقاومة مركزية جدية لحركة الجيوش الإسلامية في الأراضي البيزنطية، وتطورت حركة الفتوح من غزو مرحلي إلى حركة منظمة تهدف إلى السيطرة على بلاد الشام، وضمها إلى الأراضي الإسلامية، والاستقرار في ربوعها، وذلك من واقع تحول غزو الإغارة إلى غزو الفتوح.
- أدار الفريقان الحرب في اليرموك بمهارة، وبالحامسة الدينية بالإضافة إلى حسابات اقتصادية وقبلية.
- من الواضح أن تخطيط البيزنطيين للمعركة قام على أساس توجيه ضربة سريعة، وقاضية إلى جناحي الجيش الإسلامي، وإخراجهما من المعركة، ثم تصفية القلب، وبدأوا بالهجوم على ميمنة المسلمين، تلاء هجوم على الميسرة فالقلب، وقد دفع

[1] الطبري: ج3 ص401-402.
[2] الأزدي: ص243.
3 انظر: كمال ص500-507، سويد: ص324-341.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست