اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون الجزء : 1 صفحة : 815
ألا يا ربوع كان بالأمس عامر ... بيحيى وحله والقطين لمام
وغيد تداني للخطأ في ملاعب ... دجى الليل فيهم ساهر ونيام
ونعم يشوف الناظرين التحامها ... لنا ما بدا من مهرق وكظام
وعرود باسمها ليدعو لسربها ... واطلاق من شرب المها ونعام
واليوم ما فيها سوى البوم حولها ... ينوح على اطلال لها وخيام
وقفنا بها طورا طويلا نسألها ... بعين سخينا والدموع سجام
ولا صحّ لي منها سوى وحش خاطري ... وسقمي من أسباب إن عرفت أوهام
ومن بعد ذاتدّى لمنصور بو علي ... سلام ومن بعد السلام سلام
وقولوا له يا بو ألوفا كلح رأيكم ... دخلتم بحور غامقات دهام
زواخر ما تنقاس بالعود إنما ... لها سيلات على الفضا وإكام
ولا قستمو فيها قياسا يدلكم ... وليس البحور الطاميات تعام
وعانوا على هلكاتكم في ورودها ... من الناس عدمان العقول لئام
أيا غزوة ركبوا الضلالة ولا لهم ... قرار ولا دنيا لهن دوام
الا غناهمو لو ترى كيف زايهم ... مثل سراب فلاة ما لهن تمام
خلو القنا يبغون في مرقب العلا ... مواضع ما هيا لهم بمقام
وحق النبي والبيت وأركانه العلى ... ومن زارها في كل دهر وعام
لبرّ الليالي فيه ان طالت الحيا ... يذوقون من خمط الكساع مدام
ولا برها تبقى البوادي عواكف ... بكل رديني مطرب وحسام
وكل مسافة كالسد إياه عابر ... عليها من أولاد الكرام غلام
وكل كميت يكتعص عض نابه ... يظل يصارع في العنان لجام
وتحمل بنا الأرض العقيمة مدة ... وتولدنا من كل ضيق كظام
بالأبطال والقود الهجان وبالقنا ... لها وقت وجنات البدور زحام
أتجحدني وأنا عقيد نقودها ... وفي سن رمحي للحروب علام
اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون الجزء : 1 صفحة : 815