اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون الجزء : 1 صفحة : 787
يا برق طالع منزلا بالأبرق ... واحد السّحاب لها حداء الأينق [1]
أو مثل التّفجع في الجزع [2] باستدعاء البكاء كقوله:
كذا فليجلّ الخطب وليفدح الأمر ... وليس لعين لم يفض ماؤها عذر
أو باستعظام الحادث كقوله: «أرأيت من حملوا على الأعواد أرأيت كيف خبا ضياء النادي» . أو بالتّسجيل على الأكوان بالمصيبة لفقده كقوله:
منابت العشب لا حام ولا راع ... مضى الرّدى بطويل الرّمح والباع
أو بالإنكار على من لم يتفجّع له من الجمادات كقول الخارجيّة:
أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنّك لم تجزع على ابن طريف
أو بتهنئة فريقه [3] بالرّاحة من ثقل وطأته كقوله:
ألقى الرّماح ربيعة بن نزار ... أودى الرّدى بفريقك [4] المغوار
وأمثال ذلك كثير من سائر فنون الكلام ومذاهبه. وتنتظم التّراكيب فيه بالجمل وغير الجمل إنشائيّة وخبريّة، اسميّة وفعليّة، متّفقة، مفصولة وموصولة، على ما هو شأن التّراكيب في الكلام العربيّ في مكان كلّ كلمة من الأخرى. يعرّفك فيه ما تستفيده بالارتياض في أشعار العرب من القالب الكلّيّ المجرّد في الذّهن من التّراكيب المعيّنة الّتي ينطبق ذلك القالب على جميعها.
فإنّ مؤلّف الكلام هو كالبنّاء أو النّسّاج والصّورة الذّهنيّة المنطبقة كالقالب الّذي يبنى فيه أو المنوال الّذي ينسج عليه. فإن خرج عن القالب في بنائه أو عن
[1] وفي نسخة أخرى: الأنيق. [2] وفي نسخة أخرى: الرثاء. [3] وفي نسخة أخرى: قريعة. [4] وفي نسخة أخرى: بقريعك.
اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون الجزء : 1 صفحة : 787