responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون    الجزء : 1  صفحة : 140
شكلا لأنّها إن كانت أزواجا كلّها أو أفرادا كلّها فشكلان وإن كان الفرد فيهما في مرتبة واحدة فقط فأربعة أشكال وإن كان الفرد في مرتبتين فستّة أشكال وإن كان في ثلاث مراتب فأربعة أشكال جاءت ستّة عشر شكلا ميّزوها كلّها بأسمائها وأنواعها إلى سعود ونحوس شأن الكواكب وجعلوا لها ستّة عشر بيتا طبيعيّة بزعمهم وكأنّها البروج الاثنا عشر الّتي للفلك والأوتاد الأربعة وجعلوا لكلّ شكل منها بيتا وخطوطا [1] ودلالة على صنف من موجودات عالم العناصر يختصّ به واستنبطوا من ذلك فنّا حاذوا به فنّ النّجامة ونوع فضائه إلّا أنّ أحكام النّجامة مستندة إلى أوضاع طبيعيّة كما يزعم بطليموس وهذه إنّما مستندها أوضاع تحكيميّة وأهواء اتفاقيّة ولا دليل يقوم على شيء منها ويزعمون أنّ أصل ذلك من النبوات القديمة في العالم وربّما نسبوها إلى دانيال أو إلى إدريس صلوات الله عليهما شأن الصّنائع كلّها وربّما يدّعون مشروعيّتها ويحتجّون بقوله صلّى الله عليه وسلّم: «كان نبيّ يخطّ فمن وافق خطّه فذاك» وليس في الحديث دليل على مشروعيّة خطّ الرّمل كما يزعمه بعض من لا تحصيل لديه لأنّ معنى الحديث كان نبيّ يخطّ فيأتيه الوحي عند ذلك الخطّ ولا استحالة في أن يكون ذلك عادة لبعض الأنبياء فمن وافق خطّه ذلك النّبيّ فهو ذاك أي فهو صحيح من بين الخطّ بما عضده من الوحي لذلك النّبيّ الّذي كانت عادته أن يأتيه الوحي عند الخطّ وأمّا إذا أخذ ذلك من الخطّ مجرّدا من غير موافقة وحي فلا وهذا معنى الحديث والله أعلم. فإذا أرادوا استخراج مغيّب بزعمهم عمدوا إلى قرطاس أو رمل أو دقيق فوضعوا النّقط سطورا على عدد المراتب الأربع ثمّ كرّروا ذلك أربع مرّات فتجيء ستة عشر سطرا ثمّ يطرحون النّقط أزواجا ويضعون ما بقي من كلّ سطر زوجا كان أو فردا في مرتبته على التّرتيب فتجيء أربعة أشكال يضعونها في سطر متتالية ثمّ يولّدون منها أربعة أشكال أخرى من جانب العرض باعتبار كلّ مرتبة وما

[1] في بعض النسخ: حظوظا.
اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست