responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انتشار الإسلام الفتوحات الإسلامية زمن الراشدين المؤلف : جميل عبد الله محمد المصري    الجزء : 1  صفحة : 82
قال: "فالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر، حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز".
قال: قلت: "كنور ابن هرمز؟! "
قال: "نعم كسرى بن هرمز، وليبذلن المال حتى لا يقبله أحد ... " [1].
وبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بفتح مصر في قوله صلى الله عليه وسلم:
"إنكم ستفتحون مصرِ، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا افتتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماًَ- أو قال: ذمة وصهراً" [2].
يشير بذلك إلى هاجر أم إسماعيل عليه السلام، وإلى مارية القبطية أم إبراهيم ابنه.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولاً؟ فقال:
"مدينة هرقل" [3] إشارة إلى القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، والمدينة الأخرى يقصد بها "روما" مركز البابوية في إيطاليا.
وهذه المبشرات ليست تنبؤات بشرية تصيب مرة، وتخطيء مرات ولكنها مبشرات يقينية، صدرت من رسولِ الله الذيَ لا ينطق عن الهوى: {إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى} [4] - وقد أضافت دليلاً صادقاً على وجود خطة منظمة للفتح، وعلى عدم ارتجالية الفتوحات، دفعت المسلمين لفتح الأمصار زمن الراشدين والأمويين، وهم على يقين من تحقيق ذلك.
وكان القادة يُرَغّبون جند الإسلام في الجهاد، ويعلمونهم ما وعد الله نبيه من النصر، وإظهار دينه[5].

[1] ابن كثير _ البداية والنهاية 5/66، ابن هشام _ السيرة 4/581، ابن حجر _ الإصابة في تمييز الصحابة2/468.
[2] صحيح مسلم _ في كتاب الفضائل _ باب وصية النبي بأهل مصر، فتح الباري 6/102، البلاذري_ فتوح البلدان 220.
[3] رواه عن ابن عمر الدرامي، وأحمد وابن أبي شيبة، والحاكم، والمقدسي.
وهذه البشرى جعلت المسلمين يجدون لفتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية في عهد معاوية رضي الله عنه في حرب السنوات السبع مع الروم 51_58هـ. وحاصروها في زمن سليمان بن عبد الملك عام 98هـ. بقيادة مسلمة بن عبد الملك إلى أن أمر عمر بن عبد العزيز بالانسحاب عام 99هـ. لأسباب عديدة ليس هنا موضع تفاصيلها.
وقد وفق المسلمون في فتحها على يد محمد الفاتح العثماني عام 857هـ/1453م. واتخذها العثمانيون عاصمة لدولتهم باسم "استنبول" أو الآستانة.
أما المدينة الثانية "روما" مركز البابوية الكاتوليكية في إيطاليا فقد نجح المسلمون في حصارها في فترة من فترات التاريخ في القرن الثالث الهجري. حتى اضطر البابا أن يدفع مثاقيل كثيرة من الذهب لقاء انسحابهم منها. فرجعوا عنها. وبقيت البشرى_ بشرى رسول صلى الله عليه وسلم_ بفتحها بإذن الله.
[4] سورة النجم الآية: 3.
[5] انظر: مثلاً خطبة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في جنده يوم القادسية. اليعقوبي_ تاريخ 2/241.
اسم الکتاب : انتشار الإسلام الفتوحات الإسلامية زمن الراشدين المؤلف : جميل عبد الله محمد المصري    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست