اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي الجزء : 1 صفحة : 68
إلّا نزع فيها بيتًا من الشعر، وكان يقول: إذا أعياكم تفسير آية من كتاب الله؛ فاطلبوه في الشعر؛ فإنه ديوان العرب، وبه حُفظت الأنساب، وعُرفت المآثر، ومنه تُعلمت اللغة، وهو حجة فيما أشكل من غريب كتاب الله وغريب حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحديث صحابته والتابعين"[1]. "وعن ابن سيربن قال: قال عمر بن الخطاب: كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه"[2]. وقال الجمحيّ فيه، أي في الشعر الجاهلي: "وكان الشعر في الجاهلية ديوان علمهم ومنتهى حكمهم، به يأخذون، وإليه يصيرون3".
وقد جُمع الشعر الجاهلي في الإسلام، جمعه رواة حاذقون، تخصصوا برواية شعر العرب. قال "محمد بن سلام الجمحي": "وكان أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها، حمّاد الرواية، وكان غير موثوق به. كان ينحل شعر الرجل غيره، ويزيد في الأشعار"[4]. واشتهر بجمعه أيضًا "أبو عمرو بن العلاء" المتوفى سنة "154" للهجرة[5]، وخلف بن حيّان أبو محرز الأحمر[6]، وأبو عبيدة، والأصمعي، والمفضَّل بن محمد الضبي الكوفي[7] صاحب المفضليات، وهي ثمان وعشرون قصيدة، قد تزيد وقد تنقص وتتقدم القصائد وتتأخر بحسب الرواية[8]. [1] المزهر "2/ 470"، "وأخرج أبو بكر الأنباري في "كتاب الوقف" من طريق عكرمة عن ابن عباس، قال: إذا سألتم عن شيء من غريب القرآن، فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب"، المزهر "2/ 302"، التبريزي، شرح الحماسة "1/ 3". [2] الجمحي: طبقات الشعراء "ص10" "طبعة لندن".
3 طبقات الشعراء "ص10". [4] طبقات الشعراء "ص14"، توفي حماد سنة 156 للهجرة، الفهرست "ص140". [5] البيان والتبيين "1/ 321"، المزهر "2/ 304"، الفهرس "ص48".
6 "وكان من أمرس الناس لبيت شعر، وكان شاعرًا يعمل الشعر على لسان العرب وينحله إياهم.. وله من الكتب: كتاب العرب وما قيل فيها من الشعر"، الفهرست "ص80". [7] طبقات الشعراء "ص9"، الفهرست "ص108". [8] الفهرست "ص108".
اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي الجزء : 1 صفحة : 68