اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 27
الحاضرون. وكان جذع بن سنان أصم فلما رأى الجماعة ضحكوا عرف ما قال العامل: فاستلّ السيف وضرب عنق العامل. فقال بعض الحاضرين خذ من جذع ما أعطاك. فذهب مثلا فمضى كاتب العامل إلى قيصر فأخبره بما كان من غسان وقتلهم العامل. فوجه قيصر إليهم جيشا كثيفا ليقاتلوهم ويطردوهم عن البلاد فهزمتهم غسان واخذوا سلاحهم. ثم بعث إليهم جيشا آخر فلم تقم لهم قائمة مع غسان فهزموهم وقتلوا منهم طائفة فلما رأى ذلك قيصر استنابهم على عرب الشام ورفع أيدي سليح عنها. وكانت سليح ملوكا على عرب الشام قبل غسان. ولم تزل غسان ملوكا هنالك إلى أن قامت دولة الإسلام. والله أعلم.
فصل
ذكر ملوك الشام الجاهلية من غسان
قال علي بن الحسن الخزرجي عامله الله بإحسانه: كان أول من ملك الشام من غسان بعد جفنة بن عمرو بن عامر الحارث بن عمرو بن جفنة وهم الحارث الأكبر وكنيته أبو شمر وكان يدعى مُحرّقا لأنه أول من عاقب بالنا وولده يعرفون بآل مُحرق. قال ابن خُمرْ طاش في مقصورته:
والشُّمُّ من شمّبني مُحرّق ... من طبق الأرض جنودا كالذبا
هذه رواية الاشعريّ: قال: ثم ملك بعده ابنه الحارث الأعرج بن الأكبر وأمه مارية ذات القرطين التي يقال فيها. ولو بقرطي مارية. وهي مارية بنت الأرقم بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة. وقيل مارية بنت ظالم بن وهب ابن الحارث بن معاوية بن ثور وهو كندة وإليها ينتسب ملوك غسان. قال حسان بن ثابت الأنصاري يمدح ملوك بني جفنة:
أولاد جفنة حول قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريم المفضل
يغشون حتى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل
اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 27