اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 28
بيض الوجوه كريمة أحسابه ... شمّ الأنوف من الطراز الأول
وكان خير ملوكهم وأيمنهم طيرا وأبعدهم مغارا. وشدهم مكيدة وهو الذي غزا خيبر وسبأ ثم اعتقهم بعد ما قدم الشام. وسار إليه المنذر ابن ماء السماء للخمي في مائة ألف من قومه وأهل بلاده ووجه إليهم الحارث الأعرج مائة رجل من غسان وأظهر أنه بعث بهم للمصالحة وكان فيهم لبيد ابن يزيد الغساني الشاعر. وكان يومئذ غلاما. فأحاطوا برواق المنذر بن ماء السماء وهجم عليه جماعة منهم فقتلوه وقتلوا جماعة من قومه وأهل بيته ممن كان عنده وطاروا إلى متون خيولهم فنجا بعضهم وقتل بعضهم. وعند ذلك حملت خيول الغسانيين على جموع المنذر فهزموهم وقتلوا منهم طائفة واسروا أخرى. وكان هذا اليوم يسمى يوم حليمة. وذلك أن حليمة بنت الحارث الأعرج طيبت أُولئك المائة بطيب من طيب الملوك ثم لبسوا أكفانهم ثم لبسوا الدروع. من فوقها ثم ساروا نحو المنذر فسمي ذلك اليوم يوم حليمة لذلك ثم ملك بعده ولده الحارث الأصغر بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر. ثم ملك بعده أخوه النعمان بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر وهو الذي قال فيه النابغة الذبياني:
هذا غلام حسن وجهه ... مستقبل الخير سريع التمام
للحارث الأصغر والحارث الأع ... رج والأكبر خير الأنام
ثم لهند ولهند وقد ... أسرع في الخيرات منه إمام
خمسة آبائهم ما هم ... أكرم من يشرب صوم الغمام
وفيه يقول النابغة أيضا
فإن يجزع النعمان نفرح ونبتهج ... وبات معدّا خيرها وربيعها
ويرجع إلى كهلان ملك وسؤدد ... وتلك المنى لو إننا نستطيعها
وقال ابن قتيبة: وكان للنعمان بن الحارثة ثلاثة بنين. حجر بن النعمان وبه كان يكنى أبوه
اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 28