اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 213
الملك المؤَيد فقتل منهم طائفة وأّخذه منهم قهراً.
وفي هذه السنة وثب جماعة من حصهم على حصن بنت انعم وكان الإمام مصلحاً عليهِ. وكان في شرط الصلح أنه رأَى قبيلة بعدت من أحد الحصنين وامتنعت بحصن أو جبل فانهم غرماءُ للسلطان والإمام وإن الإمام والسلطان يتفقان على من أَحدث حدثاً ويعتضدان عليهِ فلما حدث من هؤُلاء ما حدث أمر السلطان بالمحطة على حصن بنت انهم وطلب من الإمام خروج من يخرج من جهتهِ للمحطة عليهم فلم يفعل الإمام ولا ساعد على شيٍ من ذلك.
وفي هذه السنة توفي الفقيه النبيه أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن زكريا وكان فقيهاً فاضلاً مولده سنة تسع عشرة وستمائة وتفقه بابن عمه محمد بن عمر بن يحيى بن زكريا وأخذ عن صالح بن علي بن الحضرمي وولي قضاء الكدراء من قِبَل بني عمران وقدم فاخذ عنهُ أبو بكر بن محمد بن عمر كتاب الوجيز. وكانت وفاته في السنة المذكورة. وخلفهُ في القضاء ولده أبو بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن وكان أحد أجواد زمانه شريف النفس عالي الهمة. وامتحن في آخر عمره بفقر مدقع وعزله عن القضاء بنو محمد بن عمر بغير وجهٍ يوجب العزل والله أعلم.
وفيها توفي الشيخ الفاضل أبو الخطاب عمر بن عبد الرحمن بن حسان القدسي وكان والده من أهل دمشق وأمه من عسقلان فاجتمعا بالقدس وأَقاما هنالك فتزوجها فولدت له هذا الولد سنة أربع وقيل سنة ست وستمائة ولحق بأم عبيدة وهو ابن اثنتي عشرة سنة فأدرك الشيخ نجم الدين المعروف بالأخضر وهو من ذرية أخي الشيخ الصالح أحمد الرفاعي فاخذ عليهِ العهد وتربى بين يديه. فلما رأَى كماله أمره أن يدخل مكة ويحج ثم يدخل اليمن لينشر فيه الخرقة الرفاعية واخبره أنه يجتمع فيهِ برجل ينتفع به في دينهِ ودنياه. ففعل ذلك ولما دخل اليمن اجتمع بالفقيه عمر بن سعيد العقيبي فأقام عندهُ بذي عقيب أياماً وذلك في سنة تسع وأربعين وستمائة فشهره عمر وبجلهُ ثم اسكنهُ موضعاً على قرب منهُ يعرف بالمعر ثم انتقل منهُ إلى أماكن كثيرة
اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 213