responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن    الجزء : 1  صفحة : 209
فتضعضع حاله وركبه دين كثير بعد وفاة أبيه فوصله بعض مستحقي الدين وطالبهُ واغلظ لهُ في القول وسمَّعهُ كلاماً فاحشاً. وكان قاعداً على باب داره فدخل من فوره الدار وعمد إلى حبل فشنق بهِ نفسه وذلك يوم الجمعة لأيام مضين من ذي القعدة من السنة المذكورة. فرأّى بعض الأخيار من أهل عدن تلك الأيام أنه قائم على باب المسجد الذي يقال لهُ مسجد إياب إذا بجماعة قد اقبلوا من باب عدن قاصدين المدينة وعليهم هيئة سنيًّة ولهم وجوه مضيئة فسأَل الرجل عنهم فقيل له هذا رسول الله عليهِ وسلم وجماعة من الصحابة يريدون الصلاة على رجل من أهل المدينة يموت غداً. فلما أصبح الرجل وجرى لهذا محمد بن أبي حجر ما جرى ولم يمت في ذلك اليوم أحد غيره وصل الرجل إلى الموضع الذي يصلي فيه على الموتى وقعد فيه ينتظر وصول الميت المذكور ليصلي عليه من جملة الجماعة قال فأخذت ونمت مجنباً وقد فكرت وقلت ما يتصوَّر لمثل هذا أن يصلي عليهِ النبي صلى الله عليهِ وسلم وقد شنق نفسهُ فسمعت قائلاً يقول لي لا تفتك هذه الجنازة فهو هذا الرجل بعينه فاستيقظت وجددت الوضوء وتقدمت إلى باب بيت الميت فشيعت جنازته وحضرت الصلاة عليه ودفنه.
قال الجندي وأخبرني شيخي أحمد بن علي الجزائري أنه كان للفقيه أبي حجر عدة بنات صالحات في الغالب فذكرت إحداهن أنها رأَت أباها بعد موت أخيها بمدة فقالت له يا أبت ماءَ بك فقال منذ وصلنا أخوك نحن في ملازمة الله تعالى أن يغفر له جنايته على نفسه فلم يفعل ذلك إلا بعد مشقة شديدة وأشراف على اليأس من ذلك.
وفيها توفي الفقيه الصالح أبو بكر بن معطٍ وكان فقيهاً صالحاً أصلهُ من حارة وادي زبيد من قرية تعرف بمحل مبارك. ومن أصحابه المتقدمين المقارنين له في السن والرتبة محمد بن علي الصريفي. وكان فقيهاً مشهوراً من أصحاب أبي حنيفة الإمام رضي الله عنه. وله تصنيف حسن يسمى الإيضاح تفقه بجماعة منهم الملكي وغيره وله ذرية يعرفون به. توفي في مدينة زبيد في أثناء السنة المذكورة رحمه الله.

اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست