اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 200
القاضي إلى بيتهم ففرحوا بهِ وأدخلوهُ البيت ليتبركوا بهِ فقال للأرشد منهم افتح هذا الموضع ففتحه فخرج ذلك المال فقال لهُ القاضي هذا أمانة عندي من والدك إليك لتتصرَّف بهِ على نفسك وعلى اخوتك بالمعروف فسأَلهُ الولد أن يأخذ منهُ شيئاً ويحتسب بهِ الولد من نصيبهِ فلم يفعل.
ويروى عن الأمير غازي بن يونس التعزي قال كنت أيام شبابي قاعداً في البيت إذ بطالبٍ يطلبني إلى القاضي فداخلني منهُ فزع عظيم ثم زال ذلك عني لما أعلم من عدل القاضي وحسن سيرته فسرت إليه فحين رآني تبسم فلما دنوت منه سلمت عليه فرد عليَّ بوجه مسفر. ثم قال هل لأبيك من ولدٍ غيرك فقلت لا فقام ودخل بيته وأمرني بالدخول خلفه فدخلت ولم يكن في البيت أحد. فسار أمامي حتى جاء المطبخ فلما توسط أشار إلى موضع وقال لي افتح هاهنا ففتحت فظهر لي أنالا فأخرجته فأَمرني بفتحه فوجدته مملوءاً ذهباً فقال لي خذ هذا المال واحتفظ بنفسك فهو عندي وديعة لأبيك ولم أسلمه آلتيك إلا بعد سؤَالي عنك. وأعلمت انك عاقل رشيد ولا ولد لأبيك غيرك. والحمد لله الذي منَّ عليّ ببراءة ذمتي قبل الموت. وأخباره كبيرة مشهورة. وكان كثير العبادة مصاحبا للعباد. وكان يصحب على الرميمة أحد عباد جبل صبر. ويكثر زيارته ويخبر عنه بأشياء كثيرة. وكان يقول ما على قلبي هم إلا أن أكون في بعض المساجد أو الربط حتى أستفرغ بقية عمري في عبادة الله تعالى.
ولم يزل على القضاء المرضي ممتحناً به إلى أن توفي يوم السبت الحادي عشر من شوال من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه أبو عبد الله محمد بن سفيان بن الفقيه أبي القبائل عبد الرحمن بن منصور بن أبي القبائل. وكان مولده لثمان خلون من جمادى الأخرى سنة سبع وستمائة. تفقه بعمر الجرادي وبالصوفي من أهل الملحمة وبابن مصباح وغيرهم. وكانت أمه بنت الشيخ علي بن عجل. وكانت امرأة صالحة قارئة لكتاب الله تعالى ذات مروءَة قدم الفقيه سفين إلا بيني إلى جبلة لغرض الزيارة فعزمت عليه فأدخلته
اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 200