اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 61
[1] - طبيعة الفتح العربي
في طبيعة الفتح العربي؟ كما أجملته في الفصل السابق؟ ما يفسر طابع المجتمع الصقلي من نواح عدة. فهذا الفتح هو الذي أضاف إلى العناصر الصقلية القديمة عناصر جديدة تجمعها غاية عسكرية أو وحدة دينية، وتفرق بينها نزعات عنصرية. والخط البياني لسير الفتح يرسم توزيع المجتمع الجديد، ويشير إلى انحسار العناصر القديمة أو انعزالها. وعلى أساسه تعلل الفوارق التي قامت بين الجهات الشرقية وغيرها من صقلية. وبعبارة موجزة إن الفتح خط قوي عميق يكاد يفصل بين صقلية في كل ما عرفت من حضارات وبين صقلية الإسلامية، لأنه الحركة الخارجية التي استطاعت أن تغير النظم الاجتماعية وتبسط على الجزيرة قيما جديدة ودينا جديداً، نعم لم يكن الفتح خيراً كله لن صقلية شقيت به حيناً بالقتل والسبي والتخريب وحرق المزروعات وقطع الكروم، وانهزمت أمامه بعض الحريات، والمعتقدات القديمة، ولكنا حين نتحدث عن الفتح يجب أن لا ننسى أننا نستعيد صورة من صور القرون الوسطى وكل هذا لا ينفي أثره في الهيئة الاجتماعية الأصلية: في الثقافة وفي نظام الطبقات وفي الحياة العمرانية.
2
- أهل الذمة
ويظهر أن الفاتحين جعلوا صقلية ولايات ثلاثا هي ولاية مازرونوطس ودمنش وإن يكن هذا الظن يفتقر إلى شواهد تؤيده [1] . وفي هذه الولايات عاش السكان الأصليون الذين سموا ذمييين على أربع أحوال؟ وخاصة في الفترة الأولى في العهد الأغلبي؟ فكان فيهم المستقلون الذين يصرفون شئونهم [1] ليس في الوثائق المتخلفة من العهد النورماني الأول ذكر صريح إلا لولاية دمنش انظر Amari:S.D.M.vol. i.p.607
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 61