responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 62
الداخلية حسبما يريدون، ويدبر أمورهم سلطات بلدية كما كان الحال قبل الفتح، وهم ممتنعون وراء الأسوار، خاضعون في كثير أو قليل للإمبراطور البيزنطي، ويتآمرون معه على المسلمين، وإذا رأوا المصلحة في السلام عقدوا معهم معاهدات لا تزيد فترة إحداها على عشر سنين [1] . وانتهى الاستقلال أكثرهم حين خرج إبراهيم بن الأغلب في الجهاد سنة 289 هـ وفتح طبرمين عنوة فهرب كثير من أهلها إلى البيزنطيين ووقع الباقون في السجن [2] . وتمخض جهاد إبراهيم عن نقص في الجنسين الإغريقي والإيطالي في شرق الجزيرة وأصبحت البقية الباقية منهم تحيا حياة ضنك وشدة وخطر، وتحولت المدن التي كانت مستقلة إلى مدن تدفع الجزية، وانفصمت علاقاتها الوثيقة ببيزنطية، وزادها انفصاما ذلك السلام الذي قام بين البيزنطيين والفاطميين [3] . وكان من سياسة إبراهيم في جهاده أن يرفض الجزية من المدن التي تغلب على أمرها، وأن يفرض على الذميين سياسة متشددة، ويأمرهم بالتمييز بعلامات فارقة. ولكن طبرمين عادت إلى وجودها شبه المستقل حتى فتحت عام 351هـ في أيام الكلبيين وقبل أهلها النزول على حكم العبودية حتى منحوا الأمان [4] .
وفي هذه الفترة كانت الروح الدينية في ولاية دمنش تنمى نفسها بين السكان وتوجه حياتهم الحضارية، وفي ظل تلك الروح قام القديسون يبثون في الشعب الكراهية للفاتحين ويشجعونهم على المقاومة. ولا تزال منطقة دمنش إلى اليوم إغريقية الطابع إذا قورنت بغيرها من جهات صقلية.
وفريق آخر من الذميين هم أهل الجزية ولنا أن نقدر في هؤلاء تغير الناحية النفسية من قوم يتمتعون بقسط من الحرية إلى قوم مغلوبين، وكان هؤلاء يعيشون في أمان إذا هم وفوا بما عاهدوا المسلمين عليه، ودفعوا الضرائب المطلوبة منهم، ولكنهم كانوا ينتهزون اختلاف المسلمين فيما بينهم أو يستجيبون للكره

[1] op.cit.p.613
[2] ابن الأثير 7/ 94 والمكتبة: 241.
[3] Amari:s.d.m.vol.2 p. 250.
[4] ابن الأثير 8/179 في حوادث 351هـ؟.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست