responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 301
واحتلال المقام الأول، وقد رأينا كيف أن جماعات المتدينين أو من يأخذ أخذهم لم يبكوا على صقلية وطنهم الضائع لأنهم وجدوا في ضياعها عدالة سماوية تحق العذاب على من استحقه. وربما كان من التنبؤ الكاذب أن يقال بأن صقلية لا الاحتلال النورماني استطاعت أن تتبنى هذا الشعور الجديد وتنميه، ولكن لا شك في أن الاحتلال النورماني قد صرف المسلمين إلى العناية بذلك الحبل الذي يربط بين جماعتهم والإشفاق عليه من أن ينقطع. فاعتصم الناس بالدين بعد أن كانت إمارات الحال تدل على أن الشعور بالجزيرة - ذلك الشعور الذي تتبعنا مبادئه حتى تجسم عند ابن حمديس - سيصبح قاعدة الحياة الاجتماعية. ومع ذلك فإن الدنيوية في العصر النورماني لم تمت من الشعر وإنما رجعت إلى المنزلة الثانية.
وإذا كان للشعر العربي من أثر في الشعر الإيطالي، فهو أثر بهذه الروح الدنيوية التي حفزت الشعراء إلى اتخاذ موضوعات الحب والغناء والعبث برجال الدين أساساً لشعر جديد وخاصة الشعراء الجوليارديين Goliardic ونسمع أحدهم يقول [1] :
غايتي أن أقضي في الحان، فقرب الخمر مني حين تهم الروح أن تطير:
Meum est propositum in tabrnae mori ult eint vina proxima morientis eri وهي روح تجدهها شائعة في الشعر العربي فإذا في الشعر الصقلي وجدت شبيهاً بها قول ابن الخياط الصقلي:
ولو أن ملك الأرض تحت يدي ... لجعلتُ كل نباتها كرما
حتى تكون الأرضُ منهلةً ... تغني الصوادي عن زلال الما

[1] انظر الفصل 3 من كتاب: Haskins؛ The Rennaiss nce of twelfth century
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست