responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 247
فطمتُ بها عن كل كأس ولذة ... وأنفقت كنز العمر في غير واجب
يبيت رئاس السيف في ثني ساعدي ... عارضةٌ من جيد غيداء كاعب وإنه ليمقت هذه الصحراء التي لا تجمع له بين الحب والحرب، لأنها ليبست عوضاً صالحاً عن ذلك الوطن، ولأنها لم تحقق له أمنية كان يطلبها:
بصادق عزم في الأماني يحلني ... على أمل من همة النفس كاذب فما هي تلك الأمنية التي طلبها في غير وكنه؟ أتراه طلب العلا كما يقول في بعض قصائده؟ وما العلا؟ أم تراه ذهب يطلب المال؟ لست أدري وإن كنت أقف عند التعابير " المالية " الكثيرة في ديوانه، وعد طلبه الصريح أحياناً للمال من ممدوحيه، وأحسن أحياناً بأني لم أستطع أن أقول إن المال كان غاية له. فهل هناك رابطة بين رحلته وبين الذهب وهو يقول لابن عباد في الأندلس [1] .
بالله يا سمرات الحي هل هجعتْ ... في ظل أغصانك الغزلانُ عن سهري
وهل يراجعُ وكراُ فيك مغتربٌ ... عزت جناحيه أشراكٌ من الغدر
ففيك قلبي ولو استطيع من وله ... طارتْ إليك بجسمي لمحةُ البصر
قولي لمنزلة الشوق التي نقلتْ ... عنها الليالي إلى دار النوى أثري
نلتُ المنى يابن عباد فقيدني ... عن البدور التي لي فيك بالبدر وهل تلك البدرُ هي التي انتزعته من أحضان الوطن؟ ليس من السهل أن يجيب الإنسان على ذلك إن كان يتحدث عن ابن حمديس، لأن مسألة الفقر والغنى غير واضحة في شعره ولن تكون واضحة عند شخص متحفظ في بعض أمور تتصل بنفسه وبيته، متحرج يعرف مواقع القوة ويتحراها، ويعرف مواطن الضعف ويتجنبه، وحسبك مفتاحاً لشخصيته أنه حين رثى امرأته جعل ذلك على لسان ولديه، ولكنه حين رثى جاريته تفجع عليها وتغنى بجمالها، وفي هذه

[1] القصيدة رقم 127.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست