اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 122
لك في النحو قياس ... لا يساميه مسام
ثم في الطب علاج ... دافع الداء العقام ولكن لا يذكر له في الطب مؤلف معين ولا تحدد له فيه جهود:
وأحياناً عن طبيب صقلي هاجر من بلده مثل أبي عبد الله الصقلي الذي عاش في قرطبة أيام عبد الرحمن الناصر، وكان يحسن اليونانية، وربما رجع هذا انه نشأ في صقلية، وكان يعرف أشخاص العقاقير والأدوية واشتغل مع جماعة آخرين من أطباء قرطبة في البحث عن التصحيح أسماء العقاقير التي وردت في كتاب ديسقوريدس [1] .
وتقول المصادر إن ابن الثمنة فصد امرأته في حالة سكر بعد خصام نشأ بينهما وتركها تموت، فغضب ابنه من هذا العمل الوحشي وأسرع فاحضر لها الأطباء فعالجوها [2] ونقف من هذا الخبر عند ذكر الأطباء بصيغة الجمع. ونجد ابن مكي كذلك يحدثنا عن أخطاء الأطباء، ومن هذا الذي يسوقه نعرف أنه كان هنالك أطباء يستعملون عقاقير منها الجوارشن والشب والحلتيت والصبر الخ، ويتحدثون عن بعض الحالات فيقولون القوة الماسكة وضعفت المواسك (بدلا من القوة الممسكة وضعفت الممسكات) ويتحدثون عن المريض فيقولون أكربه الدواء بدلا من كربه، وإذا أرادوا تعظيم عالم بالطب قالوا فلان المتطبب يتوهمون أنه أسمي من طبيب وليس كذلك، لأن المتفعل هو الذي يدخل نفسه في الشيء ليضاف إليه [3] .
ومهما تكن هذه الأخبار يسيرة فإنها تستطيع ان تشير إلى ان الطب في صقلية شاع في أيام الكلبيين وأواخر العصر الإسلامي حتى أمكن الحديث في هذا العصر عن وجود (أطباء) . وربما كانت صقلية في أيام الأغالبة فقيرة في الأطباء لأن القيروان هي العاصمة الأم كانت تستدعي أطباءها من [1] المكتبة الصقلية: 622 عن ابن أبي اصيبعة. [2] النويري في المكتبة الصقلية: 446. [3] تثقيف اللسان - الباب: 39.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 122