اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 121
ويقول العلامة أبو الحسن علي بن الحسن الحضري القيرواني " علم أبي حيان التوحيدي أوفى من كلامه وإشاراته وتصانيفه تدل على علم كثير ([1]) ".
وليس من الضروري ان ننبه هنا إلى تلك الهجنة التي كانت تصيب من يدرس الفلسفة وربما كان هذا شببا في ندرة المقبلين عليها اولا، وفي ندرة الأخبار التي نسمع بها عمن كانوا يزاولونها. ويرى المازرى - ورأيه هنا يمثل رأى المتدينين حينئذ - إن الطعن في كل إمام اطلاعه على كتب الفلاسفة، لأنها تكسبه جرأة على المعاني، وتسهيلا للهجوم على الحقائق، اذ الفلاسفة في رأيه تمر مع خواطرها، وليس لها حكم شرعي ترعاه ولا تخاف من مخالفة أئمة تتبعها [2] . وفي عهد المازرى نسمع عن كتب ابن سينا والغزالي وعن رسائل إخوان الصفا ولكن المازرى يمثل ثقافة المغرب في العصر النورماني. وتعرف المغاربة على الكتب الفلسفية في عصر متأخر حقيقة هامة في دراسة الأدب عامة والشعر خاصة.
إذا كنا لا نطمع في أن تحدثنا المصادر كثيرا عن الفلسفة في صقلية أو عن الثقافة الفلسفية فيها نحن ندهش حين نجدها تصمت صمتا غير محمود فلا تحدثنا عن الطب والفلك والتنجيم هنالك فلم تترجم الكتب المعينة بطبقات الأطباء إلا لعالم صقلي واحد من علماء العصر النورماني [3] وقد عنيت مصادر أخرى بنسبة الطب إلى أبي عبد الله ابن الطوبي ووصف أحياناً بأنه أربى في الطب على ماسويه [4] وذكره العماد فقال انه كان طبيباً مترسلاً شاعراً [5] ومدحه ابن القطاع وأشار إلى مهارته الطبية بقوله [6] :
أيها الأستاذ في الط ... ب وإعراب الكلام [1] السلفي: ورقة 207. [2] السبكى: 4/ 123. [3] القفطى: أخبار العلماء: 189. [4] القفطى: انباه الرواه: 2/ 76. [5] الحريدة: 11 الورقة 22. [6] إنباه الرواة 2/ 76.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 121