responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 56
نوعًا والمتأخرة في الزمن نوعًا، واتجه أكثر ما اتجه نحو تحديد جوانب حفرة المقبرة وتقويتها. واتبع أصحاب المقابر في سبيل تنفيذ هذا الغرض وسائل كثيرة كانت منها تكسية جدرانها الداخلية بطمي سميك ثم بالبوص أو الحصير، أو تكسيتها بألواح خشبية. وتتابعت الخطوات بعد ذلك لتدعيم جوانب الحفرة عن طريق تحديدها من الداخل بجواليص الطين أو قوالب اللبن ثم كساء الجدران نفسها بألواح خشبية أحيانًا[1]. وأفضت هذه الخطوات إلى تحويل الحفرة إلى حجرات. ثم عاد النقادون الأواخر فاستحبوا تقسيم الحجرة المبنية بقوالب اللبن تحت سطح الأرض إلى حجرات، وبدءوا تقسيمها قبيل بداية العصور التاريخية حجرتين: حجرة كبيرة للجثة وحاجياتها الثمينة، وأخرى صغيرة للأواني العادية[2]. وانتقلوا من ذلك إلى تقسيم الحجرة الصغيرة نفسها إلى حجرتين، فأصبحت حجرات المقبرة ثلاثًا[3].

[1] See, Abuser, Pl. [3] C.; El- Mahasna, Pl. Ix; Pls. Viii, 42, Ix, 46, 47; Burunton, Motamar, Lonodon, 1948, 17.
[2] Al-Amrah, Pls. Iii, [2], 4, Iv, 6.
[3] Lbid., Iv, 7.- وعثر في أبو صير الملق على حفر متأخرة مستطيلة قسمت بقواطع عرضية من اللبن والخشب إلى أربع حجرات أو خمس ولم يعثر فيها على عظام موتى، ويحتمل أنها كانت أضرحة رمزية.
Abusir, Pl. V, And See, Vandier, Op. Cit., 256.
بين الصعيد وبين الدلتا:
تشعبت آراء المؤرخين عن أصحاب الحضارة النقادية الثانية وعن موطنهم الأصلي وعن الطريقة التي فرضوا بها حضارتهم على أصحاب الحضارة الأولى. ولن نطيل هنا في عرض هذه الآراء ومناقشتها وإنما يكفي أن نقول إنها اتجهت اتجاهين رئيسيين: اتجاهًا افترض أن أصحابها وفدوا على وادي النيل من منطقة قريبة منه مثل جبال البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء وشمال الحجاز[1]. واتجاهًا آخر افترض أن أصحابها كانوا من أهل الوجه البحري أي من أهل مصر نفسها[2]. وقد أيدنا هذا الاتجاه الأخير في الجزء الأول من كتابنا عن حضارة مصر القديمة وآثارها، بأدلة من نماذج الرسوم وأشكال الأواني الحجرية والفخارية وصور المراكب ورموزها وطرز مقاطع القتال وغيرها[3]، ويؤدي بنا هذا الرأي إلى حديث قصير عن الوجه البحري وظروفه القديمة.
فقد ظلت مناطق الوجه البحري أقل حظًّا من مناطق الوجه القبلي فيما بقي من آثارها الحضارية القديمة، يستوي في ذلك حظها من آثار فجر التاريخ وحظها من آثار العصور التاريخية نفسها. وترجع أسباب هذه

[1] See For Exaples, W. F. Petrie, Prehistric Egypt, 16 F.; The Marking Of Egypt, 47: R. Weill, Recherches Sur La Ler Dynastie Et Les Temps Prepharaoiques, Le Caire, 1961, Ii 279 F.
[2] See For Exaple, P. Newberry, In Liverpool Ann. Of Arch. And Anthrop., V, 232; "Egypt As A Filed Ofr Anthropological Research", 446; Ancient Egypt , 1914, 7-8; Foucart, Sphinx, Xviii, 51 F.; Loret, Rev. ?g., Xi, 75f.: A. Moiet, Des Clans Aux Empires, 142.
[3] عبد العزيز صالح: حضارة مصر القديمة وآثارها – الجزء الأول – القاهرة 1962، ص163 - 168.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست