responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 48
وبدأ النقاديون تصوير الدوائر المنتظمة في زخارفهم، وارتقوا برسم الإطارات حول صورهم[1]. وامتاز بعضهم بدقة الملاحظة وبراعة التسجيل في تصوير قواربهم، وبقيت من صور هذه القوارب صورة قارب رسمه الرسام بمجاديفه في وضع جانبي كامل، وصورة قارب آخر رسمه بمجاذيفه في مسقط أفقي كامل[2]، كما لو كان قد وقف فوق الشاطئ ورسم أجزاءه الظاهرة فوق الماء دون أجزائه المختفية تحته. ولم يكن تصوير هذه المساقط بالأمر الهين بالنسبة لعصره.
واستغل الفنانون سطوح الصلايات لممارسة فن النقش على الحجر، فنقشوا وخدشوا على بعض سطوحها هيئات الفيلة والتماسيح وغيرها، نقشًا غائرًا أوليًّا متواضعًا[3]. ثم واصلوا الخطى البسيطة البطيئة في سبيل النقش البارز والمجسم، فجسموا هيئات أفراس النهر والتماسيح والعظايا الكبيرة على جوانب بعض أوانيهم الفخارية وعلى أغطيتها، وعلى الأطراف العليا لبعض صلاياتهم[4]. وحملوا بعض هذه المجسمات عقائدهم الدينية، ومما يستشهد به منها آنية طويلة جسمت على جوانبها رأس وقرن بقرة وذراعان بشريتان تقدمان ثديين، رمزًا لربة الخصب أو ربة مدينة نوبت[5].
واعتاد أهل نقادة على أن يميزوا بعض أوانيهم بعلامات مفردة مختصرة تمثل حيوانات ونباتات وخطوطًا مستقيمة ومتقاطعة. ورمزت أغلب هذه العلامات إلى أصحاب الأواني وصناعها، ورمز بعضها إلى معبودات أصحابه[6]. كما نم بعضها عن الأوضاع السياسية في عصره، فجسم أحدها هيئة تاج الوجه البحري على وجه آنية لأول مرة في الآثار المصرية[7]. وصور آخر صقرًا ينهض فوق إطار مستطيل أصبح يرمز في العصور التالية إلى واجهة قصر الملك الحاكم.
واستمرت صناعة التماثيل الصغيرة من الصلصال والفخار، وظل أغلبها لنساء، ربما لأن صناعها الرجال كانوا يؤثرون تمثيل الجنس الآخر شأنهم شأن كل فنان مبتدئ، أو لأن عقائد ما بعد الموت تطلبتها، كما تطلبتها منذ حضارة البداري، كي ترمز إلى الزوجات والجواري اللائي يتمنى المتوفى أن يكفلن له الذراري

[1] Corpus, Pls. Xviii, 72, Xx, 10, 12, Xxi, 35, Xxii, 36, 41; Steindorff, Die Kunst, 256, A.
راجع عبد العزيز صالح: الفن المصري القديم "في تاريخ الحضارة المصرية" – القاهرة 1962 – ص274.
[2] Prehistoric Egypt, Pls. Xxiii, 2, Xv, 49.
[3] Op. Cit., Pls. Xliii, 7 M; Xliv, 91 M; Capart, Les Debuts…, Figs. 58-59; Bad. Civil., Pl. Lii, 4.
[4] Jea, Xiv, Pl. Xxvii, 2, 4, Mahasna, Pl. Xi; Archaic Objects, Pl. 24 No. 11570; Zaes, Lxi, Taf. Xi, 1; Mostagedda, Pl. Xliii, 3-4; Preh. Eg., Pls. Xliii 4, R, Xliv, 91t, U; Corpus, Pl. Lviii.
[5] Baumgartel, Op. Cit., 31, Pl. 3.
[6] Petrie, Nagada, Pls. Li-Lvii; Preh. Eg., 48; A. Scharfi, Ahertumer…, I, 102, 169; J. Capart, Les Debute… Fig.77; E. Massoulard, Prehistoire Et Protobistoire D’egypte, 1940, Pl. 38, 2.
[7] Wainwright, Jea, Ix, 26 F., Pl. Xx, 3.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست