اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 41
حتى الآن، وأقدم دليل على نشأة نوع من التفاهم الاجتماعي، ووجود سلطة في القرية استحبت التنظيم وعملت على تنفيذه.
واتصلت الخاصية الرابعة لمرمدة ببدايات الفنون، فقد فتح أصحاب الذوق الفني البدائي من أهلها مجالات جديدة لتشكيل الفخار والأحجار، وعثر لهم على جزء من آنية صغيرة شكلت قاعدتها على هيئة قدم بشرية دقيقة، وقدم أخرى كانت جزءًا من آنية مماثلة، وقطعة من الصلصال المحروق مثلث الجذع الأعلى لأنثى ترتدي قلادة "في بداءة كبيرة"[1]. وتعتبر هذه النماذج أقدم الخطوات المعروفة لتشكيل التماثيل المصرية الصغيرة في فجر التاريخ. وعثر لهم على نموذج صغير من الفخار لقارب[2]، يغلب على الظن أن قاربه الأصيل كان يصنع من حزم البردي، ويعتبر بدوره من أقدم الشواهد على اعتياد أهل الفترات الأولى من العصر الحجري الحديث على ركوب متن النيل. ثم عثر لهم على كأس صغيرة نحتها صانعها من حجر البازلت[3]، وتعتبر من ناحيتها من أقدم الأواني الحجرية الصلبة المعروفة. [1] Junker, Op. Cit., 1934, 131; Mdaik, I, 169; L. Keimer, Asae, Xxxv, 162f., Fig. [1], 3. [2] H. Junker, Op. Cit., 1933, 82 C. [3] Ibid., 1929, Taf. 7, [1].
في الفيوم:
تعتبر حضارة الفيوم نموذجًا لحضارات بداية العصر الحجري الحديث في مصر الوسطى. وتشغل الفيوم منطقة من مناطق الحواف الصحراوية، وقد يسرت لها حياتها وعوضتها عن بعدها عن النيل في عصورها القديمة، بحيرتها الكبرى التي كانت عذبة الماء كثيرة الأسماك تستهوي صنوفًا عدة من الحيوانات، وتتصل بالنيل بفروع مائية، وذلك فضلًا عن خصوبة مدرجاتها التي سمحت بنمو النباتات الطبيعية فيها وصلاحيتها للزراعة. وشهدت هذه المنطقة حضارتين متواضعتين متعاقبتين في العصر الحجري الحديث: حضارة عاش أهلها فوق مدرج متسع عاصر مرحلة بلغ ارتفاع مستوى ماء البحيرة فيها عشرة أمتار فوق مستوى سطح البحر، أو نحو 180 قدمًا فوق مستوى مائها الحالي، وهي حضارة الفيوم[1]. ثم حضارة أخرى أعقبتها وعاش أهلها فوق مدرجين متسعين عاصرا مرحلتين بلغ ارتفاع مستوى ماء البحيرة فيهما أربعة أمتار ومترين على التوالي فوق مستوى سطح البحر، وهي حضارة الفيوم ب. وكشف في مدرج الحضارة أوهي الأهم، عن منطقة السكن وحدها دون منطقة المقابر، ولم يعثر فيها على أطلال ... ظاهرة، وإنما عثر فيها على مواقع المواقد التي كانت تتوسط المساكن، وعلى عدد كبير من أدوات الاستعمال اليومي مثل الأواني الفخارية ومراحي الحبوب وأدوات الزينة المتواضعة وبعض أدوات الزراعة والصيد. [1] G. Caton-Thompson & E.W. Gardne The Desert Fayuum, London, 1934, Pls. Iii,. 4, Xxi, Xxxii; Huzayyin, Op. Cit., 296, 298.
وهبط المستوى الحالي للبحيرة إلى 147.19 من الأقدام تحت سطح البحر "حتى عام 1929"
Sandford & Arkel, Op. Cit., I. 73.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 41