اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 404
أشكالها فوق خطوط أفقية ترمز إلى الأرضية التي تقف عليها وتضمن استواء صفوفها وتفصل بينها وبين صفوف المناظر التي تصور تحتها، "وذلك مع استثناءات قليلة غير مقصودة لذاتها تخلى الناقش فيها عن تصوير أمثال هذه الخطوط"[1]، ثم من حيث تصوير وجه الإنسان وجذعه الأسفل من جانب مع تصير عينه من أمام وتصوير كتفيه باتساعهما، ومن حيث تصوير الأفراد يتعاقب الواحد منهم خلف الآخر حتى ولو كانوا يسيرون في حقيقتهم في جماعات مختلطة "مع استثناءات قليلة أيضًا"، ثم من حيث تصوير الحكام بأحجام تزيد عن أحجام مرءوسيهم وأتباعهم وأولادهم أيضًا.
ولم يتخفف الفنانون السومريون من بعض هذه المبادئ إلا حين تصويرهم الكائنات الأسطورية والخرافية والحيوانات والطيور، فصوروا بعض وجوهها كاملة من الأمام وصوروا أشكالها يتقاطع الواحد منها مع الآخر، كما صوروا مجموعات الجنود في صفوف أفقية متراصة أحيانًا.
واكتفت أغلب اللوحات السومرية بتصوير ملامح شخوصها البشرية بخطوطها العامة، وقليلًا ما حظت بإظهار تفاصيل الجسم كعضلات الصدر والذراعين "في مثل لوحة أور نانشه". وقد يرجع طابع العمومية في صورها إلى صغر أحجامها وصعوبة تمثيل الملامح الشخصية فيها.
بيد أنه على الرغم من بساطة خطوط هذه اللوحات، بل وخشونتها أحيانًا، فإنها لم تعجز في أغلب أحوالها عن إعطاء صورة واضحة عن موضوعاتها وعن هيئات أهلها وتقاليدهم في الزي والعبادة وعما كانوا يستخدمون في حياتهم اليومية من أدوات لم يتبق منها في أرضهم غير القليل النادر.
وقد مهدنا بما صورته هذه النقوش من خصائص الشخصيات الكبيرة في الهيئات والملابس، في بداية حديثنا عن الجنس السومري وموطنه الأصيل "ص387 - 388". أما عن صور الأفراد العاديين فقد تميز من صورهم الطريفة ما يصور الحمالين يحملون أثقالهم على ظهورهم ويشدونها بحبال إلى جباههم[2]، كما يفعل بعض الحمالين الشرقيين حتى اليوم. وتميزت من صور حيواناتهم الأليفة كباش أفقية القرون "وجدت أمثالها في مصر القديمة حتى عصور الدولة الوسطى"، وأخرى ذات قرون منتصبة متفرجة، وكباش طويلة الصوف، وأبقار ذات بروز يشبه السنام فوق أعناقها "ولا تزال أمثالها موجودة حتى الآن في بعض أقطار الشرقين الأدنى والأوسط".
وصورت اللوحات السومرية نوعين من العرابات: عربة صغيرة بعجلتين مصمتتين إلا من فتحة الدنجل[3]، وأخرى فاخرة بأربع عجلات مصمتة أيضًا يتكون جسمها من ثلاثة أجزاء: جزء أمامي ذي جانبين مرتفعين مفرغين تعلوه مظلة أو مظلتان ويخصص لوقوف صاحب العربة[4]، وجزء أوسط [1] See, Frankfort, The Art And Architecture…, 19, Pl. 11 A. [2] Op. Cit.,… Pl. 37 Lower. [3] Ibid., Pl. 33 A; Compare Also Pl. 20 A. [4] Ibid., Pl. 36 Upper.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 404