responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 403
من على فوق وعلين يتدابران أمامه في ثقة لا تقل تعبيرًا عن تعبير مهابته، وتتفرع قرونهما على حافتي اللوحة في إتقان ملحوظ[1].
ومارس الفنانون السومريون تعبيراتهم الفنية القصيرة على لوحات حجرية صغيرة، مستطيلة ومربعة، ظهرت منذ أواسط عصر بداية الأسرات وشاعت في أواخره، وكانت تثبت في جدران هياكل المعابد بوصلات عن طريق فجوات صغيرة تتوسطها[2]، لتظل شاهدًا على ارتباط أصحابها بأربابهم، أو تثبت في جدران قاعات بيوتهم الخاصة باعتبارها لوحات تذكارية ولأغراض الزخرف والزينة. كما مارسوها على لوحات خشبية فاخرة كسوها أحيانًا بالنحاس المطروق، وشكلوا بعض صورها الصغيرة بالأصداف وطعموا إطاراتها باللازورد، وكانت من غير شك من المقتنيات الغالية في القصور، وتؤلف قطعًا من أثاثها الفاخر[3].
وسجلت نقوش هذه اللوحات "أو البطاقات" صورًا من الحياة المدنية والحربية في مجتمعها وذلك في حدود ما سمح به ضيق مساحاتها، فرمزت بصورها إلى المحافل الخاصة وما يدور فيها من غناء ورقص وموسيقى وشراب، وما يجري فيها من رعياة الخدم لسادتهم. ورمزت بمناظرها إلى الأعياد العامة وما يدور فيها من مباريات المصارعة والملاكمة "؟ " والرقص وتسلق الأشجار. وصورت الحكام يعودون بعرباتهم الحربية من ساحات القتال ويشرفون على إحصاء غنائمهم وأسراهم. وعبرت عن هزائم الأعداء بتصوير قتلاهم تطؤهم عجلات الحرب، وتصوير أسراهم جرحى متهالكين، وملقين على الأرض مقيدين. وأكثرت من تصوير تقوى الحكام حين يشرعون في تشييد المعابد ويتأهبون للمشاركة في وضع لبناتها الأولى، وتصوير تقوى الأفراد حين يتقدمون بقرابينهم أمام أربابهم، وحين يشتركون في أعيادهم وحين يسوقون نذورهم وأنعامهم هدايا لمعابدهم[4].
وظلت النصب الحجرية واللوحات الكبيرة وأصلح مما عداها لإشباع رغبات الحكام في تسجيل أخبار انتصاراتهم وآيات تقواهم وما يعتزون به من أعمالهم، وقد استعرضنا صورًا من مضمونها ودلالاتها حين الحديث عن مناظر المعبود ونصب إياناتم.
وتقيدت أغلب النقوش السومرية السابقة بمبادئ الرسم والنقش الشائعة في العالم القديم، من حيث تصوير

[1] Hall And Woolley, Ur Excavations, Pl. 1, 6.
[2] Frankfort, Op. Cit., 32-33.
[3] Ibid., 34-35, Pls. 36-37; Syria, Xvi “1935”, Pl. Xxviii; T.Xx “1940”, Pl. Vi, 4; Mackay, A Sumerian Palace… At Kish, Pls. Xxxxv-Xxxvi; Frankfort, Oriental Institute Discoveries In Iraq, 1933-1934, Fig. 25.
[4] E. De Sarzec- L. Heuzey, Op. Cit., Pl. 2 Bis; C.L. Woolley, Ur Excavations, Ii, Pl. 181; G. Contenau, Mxnuel…, Fig. 357; Frankfort, Sculpture…, Pl. 45, Nos. 105, 125; Pl. 108 No. 188. Pl. 109 No. 192; More Sculpture, Pls. 62, 64 B; 65, 67 No. 327.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 403
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست