responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 281
وتطلعت السياسة الخارجية إلى فلسطين وما ورائها، وفتحت مصر أبوابها أمام الفارين من وجه سليمان، كما فعلت من قبل في عهد أبيه. فآوت يربعام منافس سليمان، وكان من نسل أفرايم ووعده أحد الأنبياء بالملك ولكن سليمان أراد قتله[1]. ولما توفي سليمان وحقت كلمة الرب على اليهود بتمزيق وحدتهم، أيد أحد أوائل من تسموا باسم شاشانق من ملوك الأسرة يربعام منافس سليمان في الاستقلال بحكم عشرة من أسباط إسرائيل بحيث لم يتبق لرحبعام بن سليمان غير سبط يهوذا وحده "أو هو وبنيامين"[2]. ثم استعرض شاشانق هذا قوة بلده مع ابن سليمان، وخرج بجيشه ودمر عاصمته أورشليم وغنم كنوز داود وسليمان، وكان منها 200 درع، و300 ترس من الذهب المطروق، أو كما روت أسفار التوراة "أخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وأخذ كل شيء، وأخذ جميع أتراس الذهب التي عملها سليمان، فعمل رحبعام عوضًا عنها أتراس نحاس"[3]. وترك شاشانق بعض آثاره في مجدو وغيرها من مدن فلسطين[4].
وعادت حملة شاشانق هذا بفوائد شتى، فاستعادت مصر بها جانبًا من سمعتها الدولية القديمة، واستعادت سعة صلاتها بفينيقيا وأمرائها، واستحب بعض هؤلاء الأمراء أن يتقبلوا ويقيموا التماثيل والنصب بأسماء فراعنة مصر في معابدهم؛ ومنها تماثيل لكل من شاشانق الأول ووساركون الأول[5]. وأفاضت الحملة على مصر في الوقت نفسه غنائم وثروات استغلها الفراعنة في مواصلة الترف القديم وزيادة مباني المعابد.
ولما طال الأمد بالحكام ذوي الأصل المهجن: وتشعبت أسرهم ومصالحها، تفرقت وحدتهم، وانتهى الأمر بأن ادعى الملك فيهم ثلاثة بيوتات، بيتان مالكان في شرق الدلتا، في تانيس وبوبسطة، وبيت ثالث في سايس "صا الحجر على فرع رشيد بغرب الدلتا"، فضلًا عن عدد من الأمراء الإقطاعيين في مصر الوسطى والصعيد. ومن طريف ما ذكره مانيتون عن هؤلاء وهؤلاء قوله بأن أحد ملوكهم الذي ذكره باسم بتوباتيس "وهو بادي باسطة" واعتبره رأس الأسرة الثالثة والعشرين، قد عاصر أول أولمبياد عرفه الإغريق "حوالي عام 776ق. م".
ولا غرابة إذن مع اختلاف الآراء الحديثة في شأن تعاقب هؤلاء الملوك، أن نجد المؤرخ المصري القديم مانيتون قد أشكل عليه عددهم وغابت عنه بعض أسمائهم، وإن لم يتجاوز الحقيقة كثيرًا في افتراض نحو 215 عامًا لمجموع مدد حكمهم. وقد روى عنه أفريكانوس أنه حكم خلال عصر الأسرة الثانية والعشرين تسعة ملوك من بوباسطة، وهم: سيسونخيس "لفترة 21 عامًا" ووسرثون "لفترة 15 عامًا" وثلاثة آخرون

[1] الملوك الأول 11: 40.
[2] نفس السفر 14: 25 - 27.
[3] نفس السفر 12: 16 - 20.
[4] D. M. Noth. Die Shoschenkliste, Zdpv, Lx, 277 F.; Porter And Moss, Topographical Bibliograpghy, Vii, 381; Gardiner, Op. Cit., 330.
[5] R. Dussaud, Syria, V 145 F.; Vi, 101 F.; Porter And Moss, Op. Cit., Vii, 388.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست