responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 215
نصوصه في ذلك: "تعليماته لإعداد المواني: مون جلالته كل ميناء وصل إليها بالخبز الجيد "من القمح؟ " وأنواع الخبز الأخرى، وزيت الزيتون والبخور والنبيذ والعسل والفواكه"[1]. ثم طلب إلى رجاله أن يجهزوا أسطولًا كبيرًا من أخشاب لبنان وأن ينقلوا سفنه وناقلاته مفككة عن طريق البر على عربات تجرها الثيران إلى قرب نهر الفرات. والتقى تحوتمس وجيوشه بالميتانيين في قرقميش، وانتصر برجاله عليهم، ففر ملكهم على أحد أقاليم دولته القصية، وهنا قال تحوتمس في حولياته "قسمت جيشي بعد المعركة قسمين عبر أحدهما الفرات وتتبع الأعداء، ولاحق الآخر العدو الخاسئ "ملك الميتان" في جبال ميتاني، ولكنه فر إلى بلد بعيد". وقد يعني هذا أن دولة الميتان لم يقض عليها تمامًا وأنه كان ينبغي أن تحدث معها جولات تالية. ومع ذلك فقد توج تحوتمس نصره بأن عبر الفرات بسفنه، ثم أرسى رجاله نصبين على ضفتيه سجلوا عليهما أخبار نصره وعينوا بهما حدود فتوحاته[2]. وكان هي المرة الأولى التي نقلت السفن الحربية فيها على طريق البر لمسافة تقرب من 250 ميلًا "وكانت السفن المصرية تصنع من ألواح ذات وصلات كثيرة وذلك مما ساعد على سهولة نقلها"، كما كانت من أولى المرات التي استخدمت فيها لعبور جيش كبير على متن نهر واسع كالفرات في التاريخ القديم[3]. وعبر تحوتمس حينذاك عن اتساع حدود دولته بعبارة قريبة من عبارة جده تحوتمس الأول، قال فيها إنه "جعل حدوده من بداية الأرض "أي من أقاصي النوبة" إلى أقاصي آسيا "الغربية"[4]. ثم خرج إلى الأقاليم الشمالية نحو ثمان مرات أخرى أو تسع، قصد بها الاستطلاع حينًا، والإصلاح حينًا، وتوطيد الأمن وإرهاب العصاة حينًا، ومجرد الزيارة والرحلة حينًا آخر.
وازدادت صلات مصر ببلاد الشام من وراء هذه الجهود، وازدادت أعداد المصريين فيها من موظفين وتجار، كما ازدادت أعداد مواطنيها في مصر أمراء وتجارًا وعاملين. ولم يجد كبار الموظفين المصريين بأسًا من أن يحترموا بعض أرباب الشام إلا جانب معبوداتهم[5]. وكان من ذلك على سبيل المثال أن ذكر أحد رؤساء الخزانة في عهد تحوتمس الثالث أنه حرص على أن يقدم قرابينه إلى "ربة جبيل المسماة بعلة" قبل أن يصعد جبل لبنان لانتقاء أشجار الأرز اللازمة لمهمته[6].

[1] A. Erman, Die Literatur Der Aegypter, 1923, 284 F.
[2] Urk., IV, 697 F.; Anc Records, II, 476 F.; Jea, XXXII, 39f.; Mond And Myers, Armant, 103, 7 F.
[3] See, R. Faulkner, Jea, 1946, 39 F.
[4] Gebel Barkal Stela, 8; Zaes, Lxix, 24 F.; Var. Urk., Iv, 587, 2 F.
[5] See, Steindorff, Zaes, XXXVIII, 15 F.; Gustavs, Zaes, Lxiv, 54 F.; G. Posener, Syria 1937, 183 F.; W.F. Albright, J.A.O.S., 1954, 222 F.; Seforad, Ibid, 1956, 215.; W. Helck, Die Beziehumgen Aegyptens Zu Vorderasien Im 3 Und 2. Jahrtausend, V. Chr., Wiesbaden, 1962.
[6] Urk, IV, 531 F.; Montet, Byblos Et L’egypte, 35 F., Pl. XXVIII, 2.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست