responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 180
وبدأ تنفيذ سياسة السلام المسلح منذ عهد أمنمحات الأول مؤسس الأسرة، فيذكر له من مشاريع عهده الدفاعية أنه شيدت في أيامه تحصينات طويلة امتدت على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية وسميت في مجملها باسم "أسوار الوالي"[1]. كما كان من أثر تأمين سبل التجارة الجنوبية في عهده أن امتد التبادل الحضاري والإشراف السياسي المصري في بلاد النوبة حتى كورسكو "جنوبي دنقلة"[2]، وازدهر كذلك في "كرما" التي أطلقت النصوص على أسوارها اسم "أسوار أمنمحات المبجل"[3].
وذادت مصر عن حدودها الجنوبية في عهد سنوسرت الأول بعدة حملات حربية، وبزيادة حصونها الجنوبية ضد هجرات زنجية دفعت أمامها جماعات سودانية "؟ " إلى منطقة النوبة فأشاعت الاضطرابات فيها[4]. وأطلقت النصوص المصرية اسم "كاش" منذ ذلك الحين على منطقة النوبة العليا، التي تمتد من الشلال الثاني ناحية الجنوب، وقد حرف هذا الاسم فيما بعد إلى "كوش"[5]. وذلك في مقابل الاستمرار على تسمية منطقة النوبة السفلى التي تمتد فيما بين الشلال الأول والشلال الثاني باسم "واوات". وتتابعت بعثات الاستثمار حينذاك إلى مناجم الذهب في القسمين.
وعين سنوسرت الأول حكامًا مصريين على المدن الكبرى ببلاد النوبة، وكانت أكبر هذه المدن هي مدينة "كرما" التي تقع خلف الشلال الثالث، وتعتبر الحد الشمالي للمناطق الزراعية في الجنوب، كما تعتبر سوقًا رئيسيًّا لتجارة القوافل التي تخرج منها غربًا إلى واحة سليمة ثم تتجه إلى درب الأربعين، أو تتجه منها شمالًا حتى الشلال الثاني[6]. واشتهر من ولاة سنوسرت على كرما الوالي "حعبي جفاي" وقد حظي بالسلطة والثراء في عصره فتلقب بلقب الرئيس الأعلى للجنوب، ورئيس زعماء الجنوب، ولم يتردد في أن يتغنى بمكانته ويفخر بنفسه في نصوصه، فذكر أن علماء الدنيا كانوا يقدرون سياسته، وأنه كان نجمًا هاديًا لأمثاله ومرشدًا لمن هم أكبر منه ... ثابت الفؤاد ... يخمن الأمور المستقبلة ويعرف ما في الصدور، فصيح اللسان لبق الكلام، ... اهتدى بعقله إلى سبيل الحسنى، وعرف دائمًا كيف يقدر خطواته ... [7]. وشاء حظ حعبى جفاي أن يتوفى في كرما، وألا يدفن في قبر فخم شاده لنفسه في أسيوط، فدفنه أهل كرما وفق تقاليدهم المحلية وقيل إنهم وسدوا في الممر المؤدي على حجرة دفنه ما بين مائتين وثلاثمائة من أتباعه وخدمه النوبيين "ولسنا ندري هل تم ذلك في وقت واحد أم على فترات أصبح فيها مكان المقبرة مكانًا مقدسًا"، وضحوا له بألف ثور وضعوا رءوسها حول مقبرته[8].

[1] Sinuhe, R 42 “Cf., Jea, I, 105; Anthes. Zaes, Lxv “1936”, 108 F.
[2] Breasted, Op Cit., I, 472-473; Zaes, XX, 30.
[3] جون ولسون: الحضارة المصرية – معرب بالقاهرة – ص235.
[4] Junker, Jea, Vii, 121f ; G. Reisner, Excavations At Kerma; Harvard African Studies, Jv-V, 556; Gardiner, Op. Cit., 134.
[5] Ibid., 134.
[6] G. Reisner, Op. Cit., 56; Zaes, Lii, 34 F.; Saeve Soderbergh, Aegypten Und Nubie, 103 F.
[7] Sethe, Urkunden Des Mittleren Reiches, I, Nr. 212 F.
[8] G. Reisnre, Bull. Of The Mus Of Fine Arts, Boston, XIII, 72 F.; And See, Jea, V, 79 F.; F. Li. Griffith, Ibid.. X, 340 F.; Dunham, Ibid., 1958, 82 F.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست