اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 179
بعض تمارين الجمباز الحالية في أوضاعها بل وفي ملابس لاعبيها[1]، ومن أطرافها ما يصور غلامًا يعتمد على ناصية رأسه ويحفظ توازنه في استقامة كاملة بغير أن يرتكز على يديه أو كفيه[2]. كما كان منها ما يصور أوضاعًا مختلفة للعب البنات بكرات اليد الصغيرة[3]. وصورت الرياضة العنيفة تمارين المصارعة وحمل الأثقال وما يشبه القفز الطويل. وكانت المصارعة هي الأكثر شيوعًا، بحيث صورت لها إحدى لوحات المقابر 219 وضعًا لا يكاد يتشابه وضع منها مع الآخر. وذلك مما يعني أنه كانت قد استقرت لها قواعد وأصول منذ ما قبل أوائل الألف الثاني ق. م، وأن المصورين والهواة كانوا يستمتعون بها ويدركون ما بين كل وضع من أوضاعها وبين بقية الأوضاع من اختلاف. ولم تكن مبارياتها تستهدف حب الغلبة دائمًا بقدر ما تستهدف إظهار الفن والمران والترفيه أحيانًا. ففي بدايتها يقف المتباريان في مواجهة بعضهما في سماحة، بحيث يتمهل أحدهما حتى يفرغ زميله من عقد حزامه حول خصره، ثم يأخذان معًا في مباراة مهذبة وإن تكن جادة مجهدة في الوقت نفسه[4]. وقد ظهر من مبادئ المصارعة في مناظر أخرى لاحقة من عصور الدولة الحديثة ما يفهم منه أن المباراة كانت تبدأ بأن يشد كل لاعب على يد منافسه بيسراه ويجذب عنقه بيمناه حتى يتبين قوة غريمه ويعجم عوده، وأنه كان من شروط الفوز إجبار المغلوب على لمس الأرض بثلاث نقط مثل اليدين والركبة، ويتساوى حينذاك إن كان قد انكفأ على بطنه أم ألقي على ظهره أم تمدد على جنبه. ومن أساليب حمل الأثقال التي صورتها رياضة الدولة الوسطى رفع غرارة مملوءة بالرمل حتى ثلاثة أرباعها بيد واحدة إلى أعلى مع محاولة اللاعب الاحتفاظ بها في وضع رأسي ما أمكن[5]. كما كان من أساليب القفز الطويل أن يقفز اللاعب عاليًا على امتداد ظهر ثور واقف، أي فيما بين مؤخرته وبين قرنيه، في حين يمسك زملاؤه بقرني الثور وأطرافه حتى لا يتحرك فيؤذيه[6]. [1] G. Wilkinson, A Popular Account Of The Ancient Egyptians, 1851, Vol. I, Fig. 203. [2] Newberry, Beni Hasan, Ii, Pl. XVI. [3] Ibid., Pls. Iv, XIII. [4] Ibid. Pls., V, XXXII. [5] Ibid., Ii, Pl., VII. [6] Ibid., Pl. XXXI.
وراجع: عبد العزيز صالح: التربية والتعليم في مصر القديمة – القاهرة 1966، ص113 - 116.
في السياسة الخارجية:
قامت السياسة الخارجية لعصر الأسرة الثانية عشرة على أساس تغليب علاقات الود مع الدول المجاورة في الشام والعراق وجزر بحر إيجه، واتخاذ الصلات التجارية معها سبيلًا إلى التأثير الحضاري فيها. كما قامت على أساس توطيد النفوذ وتوسيع الإشراف والاستثمار على امتداد الحدود في الغرب والجنوب، أي في الصحراء الغربية والنوبة، مع إيثار السلام المسلح القائم على التحصين واليقظة في الناحيتين، وعدم الالتجاء إلى استخدام القوة فيهما إلا حين الضرورة.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 179