responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 141
لذلك لقب رؤساء المترجمين "إميراعو"، وسجلت النصوص من أسمائهم أسماء: إري، وحرخوف، ومخو، وسابني، وببي نخت. وكان أكثرهم أثرًا اثنان، هما: حرخوف، وببي نخت.
قام حرخوف بأربع رحلات إلى الجنوب في عهدي الملكين مرنرع وببي الثاني، سلك خلالها طريقين: طريقًا يوازي النهر والدروب القريبة منه، وطريقًا يصل إلى الواحات عبر الصحراء الغربية. وبدا أولى رحلاته في صحبة أبيه إري، وبلغ معه منطقة إيام "أو يام أو إيما" وهي منطقة قريبة من مجرى النيل حول الشلال الثاني[1]، وذكر في نصوصه عن رحلته أنه أراد أن "يكتشف بها طريقًا إلى تلك الفيفاي"[2] وذلك مما يدل على وضوح نية الكشف عنده، وهو وإن كان كشفًا تجاريًّا وإداريًّا قبل كل شيء، إلا أن ذلك لا يعيبه في عصره البعيد إذا قدرنا أن الاكتشافات الأوروبية حتى في العصر الحديث، كانت على الرغم من نتائجها العلمية، تستهدف التجارة والاستغلال بل والاستعمار أساسًا. وقضى حرخوف في رحلته سبعة شهور. ثم قام برحلته الثانية، وبدأها من أبيدوس وسلك فيها طريقًا سمي طريق العاج، وقطع هو وقافلته فيما يظن إيدل وديكسون نحو 1725 كيلومتر على ظهور الحمير بلغ فيها دنقلة الأرودي قرب الشلال الثالث، وعاد بعد ثمانية شهور قضاها في ذهابه وإيابه[3]. وسلك في رحلته الثالثة "طريق الواحة" من أبيدوس[4]، وهو طريق يحتمل أنه نفس طريق درب الأربعين الذي تسلكه القوافل حتى اليوم، ويصل بين منطقة دارفور والواحة الخارجة ثم يمتد منه إلى أسيوط. وقص حرخوف في أخباره عن رحلته هذه أنه صادف نزاعًا بين قبائل إيام وبين قبائل الثمحو، وكانت الأخيرة منهما قبائل تنتشر في طريق الواحات غرب النيل وتمتد حتى واحة سليمة على أقل تقدير. فعمل على إصلاح ما يبنهما؛ رغبة منه في إظهار مسعاه الحميد لدى الطرفين، وحرصًا منه على تأمين سبل التجارة التي انتدبه فرعونه إليها. وأتم حرخوف رحلته الرابعة في عهد بني الثاني الذي ولي العرش طفلًا. وكان قد اعتاد في عوداته من رحلاته السابقة أن يؤكد لملكه انتشار نفوذه على المناطق الجنوبية التي زراها أو اكتشف سبل الوصول إليها، واعتاد على أن يقدم لبلاطه خير متاجرها وخير هداياها وخير جزاها، كما اعتاد على أن يتلقى المكافآت العينية والتشريفية جزاء عمله في كل مرة، وكان يصف نفسه بأنه المشرف على الجنوب وعلى كل البراري في رأس الصعيد[5]. ثم عاد من رحلته الرابعة بما اعتاد أن يعود به من غيرها، وزاد عليه قزمًا ربما حصل عليه من أسواق الجنوب

[1] يراها ديكسون جنوب بطن الحجر ولا تتعدى جنوب خط 22، ويراها يويوت في واحة دنقل، ويراها جاردنر جنوب الشلال الثاني وفيما بينه وبين الشلال الثالث.
See, Dixon, Op. Cit., 40 F. 53-54 ; J. Yoyotte, Op. Cit., 176 F. ;Gardiner, Egypt Of The Pharaos, 101 ;See Also, Kees, Das Alte Aegypten, 70.
[2] سبقه وسبق أباه إلى رغبة الكشف مصري آخر سجل اسم فرعونه ببي الأول على صخور توماس شمال كورسكو، وذكر أنه أراد أن يكتشف منطقة إرثة. See, Dixoo, Op, Cit., 47 F.
[3] Ibid., 44,54 – 55.
[4] أو من بلدة "هو" كما يعتقد هرمان كيس " Op. Cit., 177".
[5] Ancient Records, I, 333, 334, 336.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست