responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 137
لمتحف القاهرة منذ القرن الماضي. وقص فيها أنه بدأ حياته الوظيفية في عهد تتي وأنه ارتقى في مناصب البلاط حتى اشتغل محققًا فيه خلال عهد ببي الأول، وأنه شارك الوزير في كل قضاياه الخاصة، أو على الأصح ساعد الوزير في القضايا الخاصة. وعمل في دور القضاء الستة. ثم حدث أن اتهم الملك ببي زوجته الملكة إمتس في أمر أتته، وربما اشتركت فيه مع وزير عهدها، وهو أمر لا ندري شيئًا مؤكدًا عن حقيقته، وقد يكون خيانة زوجية، أو تآمرًا على إحدى ضرائرها المحبوبات عند زوجها، أو تآمرًا على أحد أبناء ضرائرها لمنع بلوغه العرش بعد زوجها، أو تآمرًا على زوجها الفرعون نفسه. ويبدو أن ببي لم يشأ أن يأخذ زوجته بالظن أو ينفرد بإدانتها، فعهد إلى وني بأن يتولى التحقيق معها، فقام به منفردا ورفع نتيجته إلى فرعونه[1]. ولم يسجل التاريخ شيئًا عن هذه النتيجة ولا عن قرار ببي فيها، ولكنه سجل من ناحية أخرى أنه تزوج غيرها، ولم يجد بأسًا في أن يصهر إلى أحد عظماء مدينة جربها في عهده، وكان يدعى "خوي" فتزوج ابنته، وأنجب منها ولي عهده مرنرع، ثم تزوج أختها "بعد وفاتها" وأنجب منها ولدًا آخر ولي العرش بعد أخيه باسم ببي "الثاني"[2]. وكانت هي المرة الأولى، فيما نعلم حتى الآن، التي تزوج فرعون فيها واحدة من غير الأميرات خلال توليه الحكم ثم رفعها إلى مكانة الزوجة الرئيسية واعترف بولدها وليًّا شرعيًّا لعهده.

[1] A.R. I, 294, 309 F. H. Goedicke, J.A.O.S., 1954, 88-89.
[2] Urk., 117-119; Mariette, Cat. Des Mon. D'abydos, No. 253.
أحداث الشمال الشرقي والتنظيمات العسكرية:
أدت الظروف الخارجية إلى أن يعمل وني باسم فرعونه واسم بلده خارج الحدود فيما هو أهم من عمل الحاشية وتحقيقات البلاط. فقد توافدت على أراضي فلسطين خلال عهد ببي أو قبله، هجرات بدوية متقطعة سماها المصريون باسم "عامو حريوسع" بمعنى بدو الرمال، أو القبائل التي تعيش على الرمال، ويحتمل أنها كانت فرعًا من الهجرات الأمورية التي انتشرت آنذاك على حدود الهلال الخصيب، فهددت سبل التجارة بين مصر وجيرانها، وحاولت أن تثير الاضطرابات وتعبر حدود مصر الشمالية الشرقية. فعهد ببي إلى وني بحماية تجارة مصر وحماية حدودها، فخرج في خمس حملات على أقل تقدير، أربع عن طريق البر وخامسة عن طريق البر والبحر، حصر العدو بها بين فكي كماشة، وتكللت حملاته كلها بالنجاح على حد قوله. ويكفينا من النصوص التي سجلها عنها، بضع عبارات تكشف عن سياسة الحرب وتجييش الجيوش في أيامه. فقد قص وني أن ملكه جند تحت إمرته عشرات الآلاف الكثيرة من حاميات المدن وأهل الأقاليم الجنوبية والشمالية ومن جانبي الدلتا فضلًا عن بعض أهل النوبة الموالين لمصر من قبائل إرثة ومجا وإيام وواوات وكاو، وبعض سكان الصحراوات الغربية من قبائل ثمحو، وأوفد معه طائفة من المترجمين والموظفين ورجال الدين. وعقب وني على ذلك بأنه نظم مسيرة الجنود على خير وجه، وأنه ترتب على حكمته في رسم خطته أنه لم يحدث أن تنازع جندي مع زميله، أو اغتصب جندي كسرة خبز
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست