responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الديباج المؤلف : معمر بن المثنى، أبو عبيدة    الجزء : 1  صفحة : 7
إني وقتلي سليكاً ثم أعقله ... كالثور يضرب لما عافت البقر
غضبت للمرء إذ نيكت حليلته ... وإذ يشد على وجعائها الثغر
إنا نقاسى بهامات بمجزرة ... لا يزدهينى سواد الليل والخمر
أغشى الحروب وسربالي مضعفة ... تغشى البنان وسيفى صارم ذكر
أوفياء العرب في الجاهلية ثلاثة
السموأل بن عاديا، والحارث بن ظالم المرى، وعمير بن سلمى الحنفي.
ضرب بالسموأل المثل في الجاهلية والإسلام. ضرب بالحارث بن ظالم في الإسلام. وكان الذي شهر وفاء السموأل أنه أجار قطين امرؤ القيس بن حجر وأدرعه وكراعه حين توجه إلى الروم فلما مات امرؤ القيس بأنقرة بعث ملك من ملوك غسان وهو عمرو بن هند، وهو ابن المنذر إلى السموأل فيما استودعه امرؤ القيس فأبى أن يسلمه وبعث إليه جيشاً عليهم رجل من أهل بيته يقال له الحارث، وكان السموأل ينزل حصناً يقال له: الأبلق الفرد من أرض تيماء فلما أحس بهم أغلق حصنه، وكان له ابن إما في سفر، وإما في صيد، فجاء وهو لا يعلم أنه قد أطيق بأبيه فأخذه الحارث فقال: إن سلمت إلى الوديعة خليت عن ابنك وإلا قتلته فأبى أن يسلمها فأخذ الحارث ابنه وصرعه ثم ناداه أشرف فانظر فو الله لأقتله أو لتدفعن إلى الوديعة، فقال: الغدر طوق لا يبلى ولابني هذا إخوة وأنا أرجو أن يعقبنيه الله، فقتله، فقال السموأل:
وفيت بأدرع الكندي إني ... إذا عاقدت أقواماً وفيت
بنى لي عادياً حصناً حصيناً ... وماء كلما شئت استقيت
رفيعاً تزلق العقبان عنه ... إذا ما نابنى ضيم أبيت
وأوصى عادياً قدماً بأن لا ... تهدم يا سموأل ما بنيت
وكم من مخبر لي ليس يدرى ... أورد لون جلدي أم كميت
والتقط رجل من كلب الأعشى فكتمه نفسه فحبسه واجتمع شرب عند الكلبي فيهم شريح بن عمرو، فعرف الأعشى، فقال: من هذا؟ قال: خشاش من الأرض التقطته فقال: ما ترجو بهذا؟ ما لهذا فداء خل عنه فخلى عنه، فأطعمه شريح وسقاه فلما أخذت فيه الكأس همهم فسمعه الكلبي يتزمزم بهجائه.
والتزمزم: تحريك الشفتين بالكلام.
فأعاده في القيد، فقال الأعشى يهجوه:
بنو الشهر الحرام فلست منهم ... ولست من الكرام بني عبيد
ولا من رهط جبار بن قرط ... ولا من رهط حارثة بن زيد
وقال لشريح يرغبه في الوفاء واقتص عليه حديث السموأل ووفائه وادعى جوار شريح:
شريح لا تتركني بعد ما علقت ... حبالك اليوم بعد القد أظفارى
كن كالسموأل إذ طاف الهمام به ... في جحفل كسواد الليل جرار
بالأبلق الفرد من تيماء منزله ... حصن حصين وجار غير غدار
فسامه خطتى خسف فقال له ... اعرضهما هكذا أسمعهما حار
فقال ثكل وغدر أنت بينهما ... فاختر فما فيهما حظ لمختارى
فشك غير طويل ثم قال له ... اقتل أسيرك إني مانع جاري
وسوف يعقبنيه إن ظفرت به ... رب كريم وبيض ذات أطهار
فقام معتمداً إذا قام يقتله ... أشرف سموأل فانظر للدم الجاري
فاختار أدراعه كي لا يسب بها ... ولم يكن عهده فيها بختارى
وضربه الكميت بن زيد مثلا، فقال:
وفاء السموأل لا بل يزيد ... كما يفضلن الخميس الزعيما
وضربه أيضاً مثلاً، فقال:
وعقد السموأل للخائفين ... لجارك إن أنت أمنت جارا
وقال الفرزدق وضربه مثلاً لسليمان بن عبد الملك حين وفى ليزيد بن المهلب:
وفاء أخي تيماء إذ هو مشرف ... يناديه مغلولاً فتى غير جانب
أبوه الذي قال اقتلوه فإنني ... سأمنع جاري أن يسب به أبي
وإنا وجدنا الغدر أعظم سبة ... وأفضح من قتل امرىء غير مذنب
فأدى إلى آل امرؤ القيس بزه ... وأدراعه معروفة لم تغيب

اسم الکتاب : الديباج المؤلف : معمر بن المثنى، أبو عبيدة    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست