اسم الکتاب : الدارس في تاريخ المدارس المؤلف : النعيمي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 470
منازعة فارضوه مهما أمكن ولو أتى على جميع مالي وكان نور الدين يقف عند دار العدل في الأسبوع أربع مرات ويحضر عنده العلماء والفقهاء ويأمر بإزالة الحجاب والبوابين وأنفق على عمارة جامع الموصل ستين ألف دينار وفوض أمر عمارته إلى الشيخ عمر المنلا الزاهد ويقال أنفق عليه ثلاثمائة ألف دينار فتم في ثلاث سنين وبنى جامع حماة على جانب العاصي ووقع في أسره ملك الفرنج فأشار الأمراء ببقائه في أسره خوفا من شره فبذل هو في نفسه مالا فبعث إليه نور الدين سرا يقول له أحضر المال فأحضر ثلاثمائة ألف دينار فأطلقه فعند وصوله إلى مأمنه مات فطلب الأمراء سهمهم من المال فقال كما تستحقون منه شيئا لأنكم نهيتم عن الفداء وقد جمع الله تعالى لي الحسنتين الفداء وموت اللعين وخلاص المسلمين منه فبنى بذلك المال المارستان والمدرسة بدمشق ودار الحديث وما كان أحد من الأمراء يتجاسر أن يجلس عنده من هببته فإذا دخل عليه فقير أو علم أو رث خرقة قام ومشى إليه وأجله إلى جانبه ويعطيهم الأموال فإن قيل له يقول هءلاء لهم حق في بيت المال فإذا قنعوا منا ببعضه فلهم المنة علينا وقال العماد الكاتب في البرق الشامي أكثر نور الدين في السنة التي توفي فيها من الصدقات والأوقاف وعمارة المساجد وأسقط كل ما فيه حرام فما أبقى سوى الجزية والخراج وما يحصل من الغلات على فويم المنهاج وأمرني بكتب مناشير لجميع أهل البلاد فكتبت أكثر من ألف منشور وحسبنا ما تصدق به في تلك الشهور فكان ثلاثين ألف دينار وكان له برسم نفقة الخاص في كل شهر من الجزية ما يبلغ الفي قرطاس يصرفها في كسوته وما حوله وأجرة خياطة وجامكية طباخه ويستفضل منها ما يتصدق في آخر الشهر وقيل إن استمر كل ستين قرطاسا بدينار وذكر العماد الكاتب جملة من فضائله ومبلغ ما أطلق من الرسل والضرائب في كل سنة خمس مائة ألف وستة وثمانون ألفا وأربع مائة وستون دينارا وقد ذكر الذهبي تفصيل ذلك بالنسبة إلى كل بلد من بلاده. ونقل ابن واصل وغيره أنه كان من أقوى الناس بدنا وقلبا وأنه لم ير على ظهر فرس أشد منه كأنما خلق عليه ولا
اسم الکتاب : الدارس في تاريخ المدارس المؤلف : النعيمي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 470