responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرق الشامي المؤلف : العماد الأصبهاني    الجزء : 3  صفحة : 174
مجرا نزل على حصاره وَشرع فِي تشعيث نواحيه واقطاره فندب السُّلْطَان تَقِيّ الدّين وَمَعَهُ سيف الدّين عَليّ بن أَحْمد المشطوب ليجلوا بكر الْفَتْح المخطوب ويتوليا إِزَالَة رعب رعبان ويرسلا الروع على روع عَسْكَر قلج ارسلان فنهضا وهما فِي ألف من كل ذمر للكريهة ألف وَكَانَت تِلْكَ الحشود فِي عشْرين الْفَا مجمعة على النهب والغارة مزمعة فَلَمَّا شاهدوا أَصْحَابنَا قد جرى بسيل خيلهم الْوَادي أجفلوا من عدوى تِلْكَ العوادي وَزَالَ عَن رعبان رعبها وَأَن سربها وعذب شربهَا ورعي سبقها ورعي سوامها وحيم ذمامها وتلألأت لياليها وايمنت ايامها وارتوى أوامها واستوى قوامها وعصي خرامها وانتظم مرامها وخمد ضرامها وركد عرامها وغري بالدولة الصلاحية غرامها وَبعد برجها وَسعد سرحها وهجر هرجها وتفجر برحها وسمت أضوائها وهمت أنواؤها وأرحب بأرجائها مهاب المهابة وطافت بهَا ألطاف عصمَة الله الذابة بالإصابة وتجلت فِي أبراجها الْأَنْوَار الشمسية ونسيت لمنافع يَوْمهَا المضار الأمسية
فصل من كتاب سلطاني أنشأته فِي الْمَعْنى إِلَى مُجَاهِد الدّين قايماز بالموصل
قد عرف أَنا نؤثر أَن تكون هَيْبَة الْإِسْلَام كَامِلَة وخيبة الْكفْر حَاصِلَة وَالْقُوَّة على حزب الْكفَّار متوفرة والعساكر الإسلامية كَمَا عود الله بجيوش الْكفَّار مظفرة وَأَن قلج ارسلان قد هادن الرّوم وهادى الفرنج وتنكب فِيمَا يَقْتَضِيهِ الدّين النهج وحرض الْكَافرين على قتال الْمُؤمنِينَ وَقد عاود الْآن وراسل الملاعين وَنفذ عسكره وَزَل على رعبان وعاثوا فِي الضّيَاع وَقَطعُوا السبل وأحرقواالزرع واتلفوا الْمغل وأهلكوا الْحَرْث والنسل ونكأوا قرح قلوبالمسلمين بالقرح وأغارت سراحينهم على السَّرْح وَكَثُرت شكوى شمس الدّين مِنْهُم وَأخْبر بِهَذِهِ المساوئ عَنْهُم وَمَا خفنا على القلعة فَإِنَّهُم كَانُوا أَضْعَف من أَن يؤثروا فِيهَا أثرا أَو يقضوا مِنْهَا وطرا ويفتضوا لَهَا عذرة أَو يقرعُوا لَهَا ذرْوَة أَو يعصموا من سورها سوارا أَو عُرْوَة فَإِنَّهُم أَقَامُوا عَلَيْهَا هَذِه الْمدَّة فِي الْجمع الجم الْجَمْر والعسكر الدثر المجر وَلما رحلوا بل رحلوا راغمين وللسلامة عادمين لم يُوجد لَهُ فِيهَا أثر حجر وَلَا نقب خرم ابر وَذَلِكَ على مَا بذلوه من الْجهد الجهيد وَالْجد الْجَدِيد وَالْحَد الْحَدِيد ونصبوا المجانيق وحلبوا للشر أفاويق وَإِنَّمَا اشفقنا على الرّعية فقد حصلت بمضيعة وتورطت فِي مسبغة فلزمنا انفاذها من

اسم الکتاب : البرق الشامي المؤلف : العماد الأصبهاني    الجزء : 3  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست