responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرق الشامي المؤلف : العماد الأصبهاني    الجزء : 3  صفحة : 171
الدانية الدِّينِيَّة وَالثَّمَرَة الحلوة المجنية والمنية المتحققة لِلْإِسْلَامِ بايراد الْكفْر موارد الْمنية
وَمن حسن اتفاقات الْقدر وحسنى استحقاقات الظفر
أَن الأسطول النصور الْمصْرِيّ غزا فِي أول هَذَا الْعَام وتوغل فِي الجزائر على أهل الجراير وَرمى دِيَارهمْ بالدوائر وفقارهم بالفواقر وظفر ببطسة كَبِيرَة فلقيها بالبطشة الْكُبْرَى وَاسْتولى عَلَيْهَا وعَلى أُخْرَى وَعَاد إِلَى الثغر المحروس بشرح الصُّدُور وَطيب النُّفُوس مستصحبا ألف رَأس من السَّبي مصحبا برشد الْقَصْد ونجح السَّعْي وَكَانَ تَارِيخ استطالة الأسطول على الفرنج بِمصْر فِي الْبَحْر تَارِيخ بطشتنا فِي الشَّام من غير تَأْخِير بِحَرب الْكفْر فَمَا أقرب مَا بَين النصرين فِي المصرين وَمَا أعذب عَذَاب الفئتين وتجريعهما الْأَمريْنِ من الْأَمريْنِ لقد عَم النَّصْر وتساوى فِيهِ الْبر وَالْبَحْر وتهادت بِهِ الْبُشْرَى والبشر وَفضل بِهِ سَائِر الإعصار بسيرة فَضله هَذَا الْعَصْر
ذكر منقبة للْملك عز الدّين فرخشاه فِي وقْعَة مرج عُيُون
قد سبق ذكر نهضته بالعسكر وركوب الفرنج إِلَيْهِ فِي ذَلِك المعشر وَمَا تمّ من إقدام السُّلْطَان ونصرته وَكسر جيوش الْكفْر وَأسر أسرته ذكر عز الدّين فرخشاه أنني فِي تِلْكَ المعركة والحومة الجالية إِمَّا عَن المملكة وَإِمَّا عَن الْمهْلكَة تذكرت بَيْتِي المتنبي ... فَإِن تكن الدولات قسما فَإِنَّهَا
لمن يرد الْمَوْت الزؤام تؤول
وَمن هون الدُّنْيَا على النَّفس سَاعَة
وللبيض فِي هام الكماة صليل ...

فهان الْمَوْت فِي عَيْني فَلم أفرق بَين حَياتِي وحيني
وَحكى الْأَمِير حسام الدّين تميرك بن يُونُس وَكَانَ لشجاعته وحصافته الْفَارِس المتفرس وَكَانَ مَعَ عز الدّين فِي الْوَقْعَة وَحصل وسط الرقعة انا كُنَّا فِي أقل من ثَلَاثِينَ فَارِسًا تقدمنا من أهل الفتك فشاهدنا خيل الفرنج فِي سِتّمائَة فَارس واقفين

اسم الکتاب : البرق الشامي المؤلف : العماد الأصبهاني    الجزء : 3  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست