responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 226
بنو إسرائيل عرق النساء ورفع يعقوب عينيه فإذا أخوه عيصو قد أقبل في أربعمائة رجل فَتَقَدَّمَ أَمَامَ أَهْلِهِ فَلَمَّا رَأَى أَخَاهُ الْعِيصَ سَجَدَ لَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَكَانَتْ هَذِهِ تَحِيَّتَهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ وَكَانَ مَشْرُوعًا لَهُمْ كَمَا سَجَدَتِ الْمَلَائِكَةُ لِآدَمَ تَحِيَّةً لَهُ وَكَمَا سَجَدَ إِخْوَةُ يُوسُفَ وَأَبَوَاهُ لَهُ كَمَا سَيَأْتِي فَلَمَّا رَآهُ الْعِيصُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ وَاحْتَضَنَهُ وَقَبَّلَهُ وَبَكَى وَرَفَعَ الْعِيصُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ إِلَى النِّساء والصِّبيان فَقَالَ مِنْ أَيْنَ لَكَ هَؤُلَاءِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَهَبَ اللَّهُ لِعَبْدِكَ فَدَنَتِ الْأَمَتَانِ وَبَنُوهُمَا فَسَجَدُوا لَهُ وَدَنَتْ لِيَا وَبَنُوهَا فَسَجَدُوا لَهُ ودنت راحيل وابنها يوسف فخرا سجدا لَهُ وَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْبَلَ هَدِيَّتَهُ وَأَلَحَّ عَلَيْهِ فَقَبِلَهَا وَرَجَعَ الْعِيصُ فَتَقَدَّمَ أَمَامَهُ وَلَحِقَهُ يَعْقُوبُ بِأَهْلِهِ وَمَا مَعَهُ مِنَ الْأَنْعَامِ وَالْمَوَاشِي والعبيد قاصدين جبال ساعير فلما مر بساحور ابتنى له بيتاً ولدوا به ظلالاً ثم مرَّ على أورشليم قرية شخيم فنزل قبل القرية واشترى مزرعة شخيم بن جمور بِمِائَةِ نَعْجَةٍ فَضَرَبَ هُنَالِكَ فُسْطَاطَهُ وَابْتَنَى ثَمَّ مذبحاً فسماه إيل إله إسرائيل وأمر اللَّهُ بِبِنَائِهِ لِيَسْتَعْلِنَ لَهُ فِيهِ * وَهُوَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ الْيَوْمَ الَّذِي جَدَّدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَهُوَ مَكَانُ الصَّخْرَةِ الَّتِي أَعْلَمَهَا بِوَضْعِ الدُّهْنِ عَلَيْهَا قَبْلَ ذَلِكَ كَمَا ذَكَرْنَا أَوَّلًا.
وَذَكَرَ أَهْلُ الْكِتَابِ هُنَا قصة دينا بنت يعقوب بنت ليا وما كان من أمرها مع شخيم بن جمور الَّذِي قَهَرَهَا عَلَى نَفْسِهَا وَأَدْخَلَهَا مَنْزِلَهُ ثُمَّ خطبها عن أبيها وأخوتها فقال إخوتها إِلَّا أَنْ تَخْتَتِنُوا كُلُّكُمْ فَنُصَاهِرَكُمْ وَتُصَاهِرُونَا فَإِنَّا لَا نُصَاهِرُ قَوْمًا غُلْفًا فَأَجَابُوهُمْ إِلَى ذَلِكَ وَاخْتَتَنُوا كُلُّهُمْ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ وَاشْتَدَّ وَجَعُهُمْ مِنْ أَلَمِ الْخِتَانِ مَالَ عَلَيْهِمْ بَنُو يعقوب فقتلوهم عن آخرهم وقتلوا شخيماً وأباه جمور لِقَبِيحِ مَا صَنَعُوا إِلَيْهِمْ مُضَافًا إِلَى كُفْرِهِمْ وما كانوا يعبدونه من أصنامهم فلهذ قتلهم بنو يعقوب وأخذوا أموالهم غنيمة.
ثُمَّ حَمَلَتْ رَاحِيلُ [1] فَوَلَدَتْ غُلَامًا وَهُوَ بِنْيَامِينُ إِلَّا أَنَّهَا جَهَدَتْ فِي طَلْقِهَا بِهِ جَهْدًا شَدِيدًا وَمَاتَتْ عَقِيبَهُ فَدَفَنَهَا يَعْقُوبُ فِي أَفَرَاثٍ وَهِيَ بَيْتُ لَحْمٍ وَصَنَعَ يَعْقُوبُ عَلَى قَبْرِهَا حَجَرًا وَهِيَ الْحِجَارَةُ الْمَعْرُوفَةُ بِقَبْرِ رَاحِيلَ إِلَى الْيَوْمِ * وَكَانَ أَوْلَادُ يَعْقُوبَ الذُّكُورُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فَمِنْ لَيَا رُوبِيلُ وَشَمْعَونُ
وَلَاوِي وَيَهُوذَا وايساخر وزايلون وَمِنْ رَاحِيلَ يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ [2] وَمِنْ أَمَةِ رَاحِيلَ دان ونفتالي ومن أمة ليا حاد وَأَشِيرُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَجَاءَ يَعْقُوبُ إِلَى أَبِيهِ إِسْحَاقَ فَأَقَامَ عِنْدَهُ بِقَرْيَةِ حَبْرُونَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ حَيْثُ كَانَ يَسْكُنُ إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ مَرِضَ إِسْحَاقُ وَمَاتَ عَنْ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَدَفَنَهُ ابْنَاهُ الْعِيصُ وَيَعْقُوبُ مَعَ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي اشْتَرَاهَا كَمَا قَدَّمْنَا.

[1] في رواية الطبري ان راحيل قد ولدت بنيامين وهم في ديار أبيها قبل خروجهم إلى أرض فلسطين.
راجع التعليق قبل قليل.
[2] زاد ابن قتيبة في المعارف: وأخوات لهما، ولم يذكر اسماءهن.
[*]
اسم الکتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست