responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 395
قَرِيبا من سبع عشرَة سنة وَهُوَ أول الْمُلُوك بالديار المصرية بعد انْقِرَاض الدولة الفاطمية قَالَ الْعَيْنِيّ وَهُوَ أول من لقب بالسلطان وَالَّذِي يظْهر إِن مُرَاده أول من لقب بالسلطان من مُلُوك مصر وَالله أعلم فَإِنِّي رَأَيْت فِي التواريخ من لقب بالسلطان من مُلُوك الْعرَاق قبل الْملك صَلَاح الدّين وَخلف سَبْعَة عشر ولدا ذكرا وَابْنه صَغِيرَة وَلم يخلف فِي خزانته سو دِينَار وَاحِد وَسِتَّة وَثَلَاثِينَ درهما ناصرية وَهَذَا من رجل لَهُ الديار المصرية وَالشَّام وبلاد الْمشرق واليمن دَلِيل قَاطع على فرط كرمه وَلم يخلف دَارا وَلَا عقارا وَلم يكن لَهُ فرس يركبه إِلَّا وَهُوَ موهوب أَو مَوْعُود بِهِ وَكَانَت مجالسه منزهة عَن الهزؤ والهزل وَلم يُؤَخر صَلَاة عَن وَقتهَا وَلَا صل إِلَّا فِي جمَاعَة وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب يكثر من سَماع الحَدِيث النَّبَوِيّ وَقَرَأَ مُخْتَصرا فِي الْفِقْه تصنيف سليم الرَّازِيّ وَكَانَ إِذا عزم عل أَمر توكل على الله وَكَانَ حسن الْخلق صبوراً عل مَا يكره كثير التغافل عَن ذنُوب أَصْحَابه يسمع من أحدهم مَا يكره وَلَا يُعلمهُ بذلك وَلَا يتَغَيَّر عَلَيْهِ وَكَانَ يَوْمًا جَالِسا فَرمى بعض المماليك بَعْضًا بسر موزة فأخطأته ووصلت إِلَى السُّلْطَان فأخطأته وَوَقعت بِالْقربِ مِنْهُ فَالْتَفت إِلَى الْجِهَة الْأُخْرَى ليتغافل عَنْهَا وَكَانَ طَاهِر الْمجْلس فَلَا يذكر أحد فِي مَجْلِسه إِلَّا بِخَير وطاهر اللِّسَان فَلَا يولع بشتم قطّ وَقد أخْبرت أَن الدُّعَاء عِنْد قَبره مستجاب وَكَذَلِكَ عِنْد قبر الْملك الْعَادِل نور الدّين الشَّهِيد رَحْمَة الله تعال عَلَيْهِمَا وَقد رثى الْملك صَلَاح الدّين الشُّعَرَاء وَأَكْثرُوا فِيهِ وَمن أحسن المراثي مرثية الْعِمَاد الْكَاتِب وَهِي مِائَتَان وَاثْنَانِ وَثَلَاثُونَ بَيْتا فَمِنْهَا شَمل الهد وَالْملك عَم شتاته والدهر سَاءَ وأقلعت حَسَنَاته بِاللَّه أَيْن النَّاصِر الْملك الَّذِي لله خَالِصَة صفت نياته أَيْن الَّذِي مَا زَالَ سُلْطَانا لنا يرج نداه وتتق سطواته

اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست