responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 34
(خلق الله السَّمَاوَات وسكانها وَصفَة الْمَلَائِكَة وَخلق الشَّمْس وَالْقَمَر) قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَمر الله تَعَالَى البخار الَّذِي علا من المَاء أَن الْهَوَاء فخلق الله تَعَالَى مِنْهُ السَّمَاء فِي يَوْمَيْنِ فَكَانَت أَرضًا وَاحِدَة فِي يَوْمَيْنِ وَاحِدَة فِي يَوْمَيْنِ وَمَا بَينهمَا فِي يَوْمَيْنِ أَيَّام ثمَّ تفتقت السَّمَاء وَالْأَرْض خوفًا من صَارَت سبع سماوات وَسبع أَرضين وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (أَو لم يرى الَّذين كفرُوا السَّمَاوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رتقاً ففتقناهما ثمَّ قَالَ فقضاهن سبع سماوات فِي يَوْمَيْنِ من فِي كل سَمَاء أمرهَا فالسماء الأولى من زبرجدة خضراء وسكانها مَلَائِكَة على صُورَة الْبَقر وَالسَّمَاء الثَّانِيَة من ياقوتة حَمْرَاء وسكانها مَلَائِكَة على صُورَة العقبان وَالسَّمَاء الثَّالِثَة من ياقوتة صفراء وسكانها مَلَائِكَة على صُورَة النسور وَالسَّمَاء الرَّابِعَة من فضَّة بَيْضَاء وسكانها مَلَائِكَة على صُورَة الْخَيل وَالسَّمَاء الْخَامِسَة من ذهب وسكانها مَلَائِكَة على صُورَة الْحور الْعين وَالسَّمَاء السَّادِسَة من درة بَيْضَاء وسكانها مَلَائِكَة على صُورَة الْولدَان وَالسَّمَاء السَّابِعَة من نور يتلألأ وسكانها مَلَائِكَة عل صُورَة بني آدم وَهَؤُلَاء مَلَائِكَة لَا يفترون عَن التَّسْبِيح فَذَلِك قَوْله تَعَالَى (يسبحون اللَّيْل وَالنَّهَار -) فأفضلهم جِبْرِيل وَهُوَ الرّوح الْأمين لَهُ سِتَّة أَجْنِحَة فِي كل جنَاح مائَة روح وَله وَرَاء ذَلِك جَنَاحَانِ أخضران ينشرهما لَيْلَة الْقدر وجناحان ينشرهما عِنْد ذُو الْقرى والأجنحة كلهَا من أَنْوَاع الْجَوَاهِر ويليه إسْرَافيل وَهُوَ ملك عَظِيم الشَّأْن وَله أَرْبَعَة أَجْنِحَة جنَاح يسد بِهِ الْمشرق جنَاح يسد بِهِ الْمغرب وَالثَّالِث يسد بِهِ مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَالرَّابِع قد إلتثم بِهِ تَحت الأَرْض السَّابِعَة وَرَأسه قد انْتهى إِلَى أَرْكَان قَوَائِم الْعَرْش وَبَين عَيْنَيْهِ من جَوْهَرَة فَإِذا أَرَادَ الله أَن يحدث فِي عباده أمرا أَمر الْقَلَم أَن يخط فِي اللَّوْح

واستجاب لإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام جمَاعَة من قومه حِين رَأَوْا صنع الله عز وَجل من برد النَّار وَغير ذَلِك من المعجزات فَآمن بِهِ لوط وَهُوَ ابْن أَخِيه وَآمَنت بِهِ سارة زَوجته وَقد ذكر المؤرخون والمفسرون قصَّة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام مَعَ نمروذ وأخباره وَمَا وَقع لَهُ بأبسط من هَذَا وَالْغَرَض فِي هَذَا الْكتاب الِاخْتِصَار وَالله الْمُسْتَعَان (ذكر هِجْرَة إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام) لما نجى الله تَعَالَى خَلِيله من نَار النمروذ الْجَبَّار اسْتَجَابَ لَهُ رجال وآمن مَعَه قوم على خوف من نمروذ وملأه ثمَّ أَن إِبْرَاهِيم وَمن كَانَ آمن مَعَه من أَصْحَابه اجْمَعُوا على فِرَاق نمروذ وقومهم (فَقَالُوا لقومهم أَنا برَاء مِنْكُم وَمِمَّا تَعْبدُونَ من دون الله كفرنا بكم وبدا بَيْننَا وَبَيْنكُم الْعَدَاوَة والبغضاء أبدا حَتَّى تؤمنوا بِاللَّه وَحده) ورحل هُوَ وَأَهله وَمن مَعَه من قومه ونزلوا بالرها ثمَّ سَار الى مصر وَيُقَال الى بعلبك وصاحبها يَوْمئِذٍ فِرْعَوْن فَذكر لفرعون حسن سارة وجمالها _ زَوْجَة الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهِي ابْنة عَمه هاران _ فَسئلَ إِبْرَاهِيم عَنْهَا فَقَالَ هَذِه أُخْتِي _ يَعْنِي فِي الْإِسْلَام _ خوفًا أَن يقْتله فَقَالَ لَهُ زينها وأرسلها الى فَأَقْبَلت سارة الى الْجَبَّار وَقَامَ إِبْرَاهِيم يُصَلِّي فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ وراها أَهْوى إِلَيْهَا أَرَادَ أَن تنَاولهَا بِيَدِهِ فأيبس الله يَده وجله فَلَمَّا تخلى عَنْهَا أطلق الله يَده وَرجله فَعَاد إِلَيْهَا فَصَارَ لَهُ كالأولى حَتَّى صَار لَهُ ذَلِك مرَارًا وَكَانَ هَذَا تكرمة مِنْهُ تَعَالَى قَالَ فأطلقها ووهبها هَاجر وَفِي بعض الْأَخْبَار أَن الله تَعَالَى رفع الْحجاب بَين إِبْرَاهِيم وَبَين سارة حَتَّى ينظر إِلَيْهَا من وَقت خُرُوجهَا من عِنْده الى وَقت انصرافها كَرَامَة لَهَا وتطييباً لقلب إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام

اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست