اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 17
ونساء، وخاصة الذين تقع بلادهم قريبة من إحدى هاتين الطريقين، ومن لم يتاجر منهم أفاد من التجارة بالواسطة فعمل في هذه القوافل إما دليلا وإما سائقا وإما منتظما في جملة حماتها الذين يؤجرون أنفسهم وسلاحهم ودوابهم فيها.
ولم يبعد إسطرابون حين قال: "العرب تجار وسماسرة" و"قوم تجارة وبيع وشراء؛ ولذلك لم يكونوا أمة حرب لا بالبر ولا بالبحر"[1].
وقد شغلت دول العرب القديمة كتدمر وسبأ والمعينيين، المراكز الممتازة في تجارة الشرق حتى ذكرتهم التوراة ووصفت ثروتهم وتجارتهم. وحمل أهل تدمر في القديم إلى مصر وجنوب أوروبا صادرات بلاد العرب والعراق والهند, وكانت النفائس التي يحملها التدمريون من بلاد الشرق أثمن ما يتغالى به الملوك القياصرة.
توسط تدمر بين الدولتين الفارسية والرومانية، بين العراق والشام وجزيرة العرب, جعلها محط القوافل جميعا بين هذه الأقطار منذ أقدم العصور، فازدهرت تجارتها وعظم غناها واشتهرت أسواقها [1] انظر مجلة المجمع العلمي العراقي 2/ 264.
اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 17