responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موازين الهداية ومراتبها المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12

أما الأول.. وهو البحث اللغوي: فإنّ الإيمان عبارة عن التّصديق، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ [يوسف: 17] أي بمصدّق، والإسلام عبارة عن التّسليم، والاستسلام بالإذعان والانقياد وترك التمّرّد والإباء والعناد، وللتّصديق محلّ خاصّ وهو القلب، واللّسان ترجمان.

و أمّا التّسليم؛ فإنّه عامّ في القلب واللّسان والجوارح، فإنّ كلّ تصديق بالقلب هو تسليم وترك الإباء والجحود وكذلك الاعتراف باللّسان، وكذلك الطّاعة والانقياد بالجوارح.

ولهذا؛ فإنه فبموجب اللّغة الإسلام أعمّ، والإيمان أخصّ، فكان الإيمان عبارة عن أشرف أجزاء الإسلام، فإذن كلّ تصديق تسليم، وليس كلّ تسليم تصديقا.

أما الثاني.. وهو البحث عن الإطلاق الشرعي: فإنّ الشّرع قد ورد باستعمالهما على سبيل التّرادف، كما ورد باستعمالهما على سبيل الاختلاف والتّداخل، كما ذكرنا أدلة ذلك سابقا.. والإيمان في هذا المحل يدل على أنه عمل من الأعمال، وهو أفضلها، والإسلام هو تسليم إمّا بالقلب، وإمّا باللّسان، وإمّا بالجوارح، وأفضلها الّذي بالقلب، وهو التّصديق الّذي يسمّى إيمانا، والاستعمال لهما على سبيل الاختلاف، وعلى سبيل التّداخل وعلى سبيل التّرادف، كلّه غير خارج عن طريق الاستعمال في اللّغة.

أما الثالث.. وهو البحث عن الحكم الشّرعيّ؛ فللإسلام والإيمان حكمان أخرويّ ودنيويّ.. أمّا الآخرويّ: فهو الآخراج من النّار.. وحكم دنيوي مرتبط بالقوانين التي تسنها الدولة مراعية أصحاب الديانات المختلفة [1].

بالإضافة إلى ما ذكره الغزالي وغيره، سنرى اختلافات أخرى سنوردها من خلال


[1] انظر إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي(1/ 116- 117)

اسم الکتاب : موازين الهداية ومراتبها المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست