اسم الکتاب : منابع الهداية الصافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 60
ولا تعارض بين الروايتين لأن القرآن
الكريم هو مصدر الحكمة، فمن قرأة بصدق وتدبر آتاه الله الحكمة.
والمراد بالحسد هنا ليس تمنى زوال
النعمة عن المنعم عليه، فهو مذموم، وإنما المراد ما يطلق عليه [الغبطة]، وهي: أن
تتمنى أن يكون لك من النعمة والخير مثل ما لغيرك من غير أن تزول عنه.. وتطلق كذلك
على الحرص والمنافسة، كما قال تعالى: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
﴾ [المطففين: 26]
ويدل لهذا ما ورد في رواية أخرى
يقول فيها a: (لا حسد إلا
في اثنتين: رجلٌ علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جارٌ
له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلانٌ فعملت مثل ما يعمل، ورجلٌ آتاه الله مالا
فهو يهلكه في الحق. فقال رجلٌ: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلانٌ، فعملت مثل ما يعمل)[1]
وفي رواية أخرى: (لا تنافس بينكم
إلا في اثنتين: رجلٌ أعطاه الله عز وجل القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء
النهار، ويتبع ما فيه، فيقول رجلٌ: لو أن الله تعالى أعطاني مثل ما أعطى فلانا،
فأقوم به كما يقوم به، ورجلٌ أعطاه الله مالا، فهو ينفق ويتصدق، فيقول رجلٌ: لو أن
الله أعطاني مثل ما أعطى فلانا، فأتصدق به)[2]
[الحديث: 83] وهو في فضل تحسين الصوت بالقرآن الكريم، لدوره الكبير
في تحصيل الخشوع، ونص الحديث هو قوله a: (ما أذن الله لشيء، ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن
يجهر به)[3]