اسم الکتاب : منابع الهداية الصافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 33
مقدمة الكتاب
يحاول هذا الكتاب ـ كسائر أجزاء السلسلة ـ التمييز بين الأحاديث التي
تتوافق وتتناسب مع المعاني والحقائق القرآنية، وغيرها من الأحاديث التي استعملت
وسيلة لضربها وتشويهها وتحريفها، سواء ما ورد من ذلك في المصادر السنية أو
الشيعية.
وهو يقتصر على الأحاديث
المرتبطة بمنابع الهداية الكبرى، والتي نص عليها قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾
[النحل: 44]
وهي تشير إلى أن رسول
الله a كلف بوظيفتين مرتبطتين بالهداية: إحداهما نقل الوحي الإلهي كما
أنزل إليه إلى أمته، والثانية بيانه وتوضيحه وشرح كيفية تنفيذه.
وبناء على هذا يذكر القرآن الكريم أن الدين لا يمكن أن يقوم من دون
الاتباع المطلق لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
[آل عمران: 31]
ثم بين معنى الاتباع، وأنه ليس قاصرا على مجرد الانتماء للدين، وإنما هو
الطاعة المطلقة التي يقترن فيها الله مع رسوله، لأنه لا يمكن أن تتحقق طاعة الله
من دون طاعة رسوله، كما لا يمكن أن تتحقق طاعة الطبيب من دون استعمال أدويته، فقال:
﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ
لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 32]
وأخبر أن كل الأنبياء عليهم السلام دعوا إلى تلك الدعوة، بل استهلوا
رسائلهم بها، كما حكى الله تعالى عن نوح عليه السلام قوله: ﴿أَلَا
تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا
عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾
[الشعراء: 106 - 110]
اسم الکتاب : منابع الهداية الصافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 33