responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منابع الهداية الصافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 134

المبحث الثاني

الأحاديث المردودة في فضل القرآن الكريم وتلاوته وتدبره

من الوسائل التي استعملها أصحاب الفئة الباغية بشقها السياسي والديني لإبعاد المؤمنين عن حقيقة التعامل مع القرآن الكريم الكثير من الروايات التي تحوّل منه إلى مجرد تعويذة للشؤون الدنيوية، دون اهتمام بمعانيه وعلاقتها بالحياة، أو تجعل من تلاوته وسيلة لضرب سائر القيم التي جاء لتقريرها، أو ربط فضائله ببعض الأساطير والخرافات.. وغيرها من الأساليب التي كان ظاهرها نوعا من الدعوة للقرآن الكريم، وباطنها نوعا من التنفير عنه أو عن القيم التي دعا إليها.

وسنذكر هنا مجاميع لأمثال تلك الروايات والأحاديث التي نرى ضرورة ردها لمخالفتها للقرآن الكريم، ولسائر قيم الدين.

أولا ـ الأحاديث المنافية للواقع:

ومن أمثلتها ما يروونه عن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أنه قال: (لو أن القرآن جعل في إهاب، ثم ألقي في النار ما احترق)[1]

وظاهر هذا الحديث مناف للواقع، ذلك أن النار تحرق أي جلد سواء كان فيه القرآن الكريم أو لم يكن، ولذلك أوله بعضهم بأن المراد منه حافظ القرآن، وهو أيضا تأويل بعيد للأحاديث التي تدل على عذاب من يقرأ القرآن أو يحفظه إذا لم يعمل بما فيه.

وقد حاول الشراح الدفاع عن معناه، ومن أمثلة ذلك قول أبي المحاسن الحنفي: (يحتمل أن يراد بالإهاب قارئه الذي وعاه، ويحتمل الورق الذي يكتب فيه لو ألقى في النار


[1] أحمد 4/151، وأبو يعلى 3/284-285 (1745)، والطبراني 17/308.

اسم الکتاب : منابع الهداية الصافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست